(54) س : هل لُعن الحلاج من قِبل الإمام المهدي ؟
(54) س : هل لُعن الحلاج من قِبل الإمام المهدي ؟
ج : الشيخ الطبرسي روى توقيع الإمام المهدي (عليه السلام) في لعنه والبراءة منه في الاحتجاج : (أبو طاهر محمد بن علي بن بلال والحسين بن منصور الحلاج ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري لعنهم الله فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح)([1]).
أي أن التوقيع المبارك صدر عن طريق السفير الثالث رضوان الله عليه.
والشيخ الطوسي ذكره في عداد المذمومين والملعونين في باب (ذكر المذمومين الذين ادعوا النيابة والسفارة كذباً وافتراءً) فيقول : (ومنهم الحسين بن منصور الحلاج . أخبرنا الحسين بن إبراهيم عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر العمري قال : لما أراد الله تعالى أن يكشف أمر الحلاج ويظهر فضيحته ويخزيه وقع له أن أبا سهل إسماعيل بن علي النوبختي ممن تجوز عليه مخرقته([2]) وتتم عليه حيلته ، فوجه إليه يستدعيه وظن أن أبا سهل كغيره من الضعفاء في هذا الأمر بفرط جهله ، وقدر أن يستجره إليه فيتمخرق ويتسوف بانقياده على غيره فيستتب له ما قصد إليه من الحيلة والبهرجة على الضعفة لقدر أبي سهل في أنفس الناس ومحله من العلم والأدب أيضاً عندهم ويقول له في مراسلته إياه:إني وكيل صاحب الزمان وبهذا أولا كان يستجر الجهال ثم يعلو منه إلى غيره وقد أمرت بمراسلتك وإظهار ما تريده من النصرة لك لتقوي نفسك ولا ترتاب بهذا الأمر . فأرسل إليه أبو سهل يقول له :
إني أسألك أمرا يسيرا يخف مثله عليك في جنب ما ظهر على يديك من الدلائل والبراهين ، وهو أني رجل أحب الجواري وأصبو إليهن ولي منهن عدة أتحظاهن والشيب يبعدني عنهن وأحتاج أن أخضبه في كل جمعة وأتحمل منه مشقة شديدة لأستر عنهن ذلك ، وإلا انكشف أمري عندهن فصار القرب بعدا والوصال هجرا ، وأريد أن تغنيني عن الخضاب وتكفيني مؤنته وتجعل لحيتي سوداء فإني طوع يديك وصائر إليك وقائل بقولك وداع إلى مذهبك مع ما لي في ذلك من البصيرة ولك من المعونة . فلما سمع ذلك الحلاج من قوله وجوابه علم أنه قد أخطأ في مراسلته وجهل في الخروج إليه بمذهبه وأمسك عنه ولم يرد إليه جواباً ، ولم يرسل إليه رسولاً وصيره أبو سهل أحدوثة وضحكة ويطنز([3]) به عند كل أحد وشهر أمره عند الصغير والكبير وكان هذا الفعل سبباً لكشف أمره وتنفير الجماعة عنه)([4]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) الاحتجاج ج2ص290.
[2] ) أي تنطلي عليه حيلته .
[3] ) طنز يطنز طنزا : كلمه باستهزاء.لسان العرب،ج5،ص369.
[4] ) الغيبة،ص401.