قصة نجاة شاب من انحرافان العرفان الصوفي

 

من الرسائل التي جاءت على الخاص ورأيت من المصلحة نشرها لعله يوجد من يتنبه أو يتعظ بها بعد الإذن من صاحبها وحفظ الخصوصيه بعدم التعرض لذكر اسمه:
قد يمر الإنسان في حياته بمراحل فكرية مختلفة، يتأرجح فيها بين الشك واليقين، بين البحث عن الحقيقة والغرق في الأوهام. وهذا ما حدث لي في بداية شبابي عندما كنت طالبًا في كلية العلوم، حين كان قلبي فارغًا من الدين إلا من الفطرة التي أودعها الله في داخلي. لم أكن أدرك حينها أن العالم مليء باتجاهات فكرية متباينة، بعضها يستند إلى الحقائق الواضحة، وبعضها الآخر يتلبس بثوب المعرفة، لكنه في جوهره يحمل انحرافات خطيرة.
البداية: البحث عن اليقين
كنت أتردد على مسجد مجاور في مركز مدينة البصرة لأداء صلاة المغرب جماعة، ولم تكن هذه الصلاة سوى بابٍ فتح لي شهية البحث عن العقيدة الصحيحة والأحكام الدينية. فانضممت إلى درس خاص يلقيه إمام المسجد، وكان أول كتاب درسته هو التمهيد في شرح قواعد التوحيد لابن تركه. في البداية، لم أكن أعي أن هناك رجال دين يتبنون أفكارًا لا تمت بصلة إلى منهج أهل البيت عليهم السلام، فكنت أرى أن هذا الشيخ امتداد لأصحاب الأئمة، وأظن أنني أسير في طريق الهداية.
لكن سرعان ما وجدت نفسي منغمسًا في أفكار غريبة، تتحدث عن وحدة الوجود، وتعظيم شخصيات مثل الحلاج وابن عربي، حتى بدأت أشعر بأنني أمتلك شيئًا من الألوهية! كنت أرى نفسي أرقى من أهلي وأصدقائي، معتقدًا أنني أعيش في عالم روحي لا يصل إليه غيري.
الصحوة من الوهم
في لحظة فارقة، التقيت بأحد الفضلاء الذي أدرك مدى انحرافي، فمدّ إليّ يده كما يُنقذ الغريق من الغرق. بدأ يوضح لي زيف هذه الأفكار، ويشرح لي كيف أن التصوف والعرفان الفلسفي ليسا سوى انحرافات بعيدة عن عقائد أهل البيت عليهم السلام. لكن رحلة التعافي لم تكن سهلة، فقد استغرقت مني أشهرًا حتى أتمكن من تصحيح مفاهيمي، إذ لم يكن من السهل عليّ تقبل فكرة وجود اختلاف كبير داخل البيت الشيعي نفسه.
وبحثًا عن اليقين، توجهت إلى النجف، حيث التقيت بأحد أنجال المراجع الأربعة الكبار، وسألته عن موقف المرجعية من العرفان والتصوف. فكان جوابه واضحًا وحاسمًا: هذه علوم باطلة تبعد عن عقائد أهل البيت عليهم السلام. وعندما ذكرت له أسماء بعض الشخصيات التي كنت أعتقد أنها تمثل الفكر المنحرف، مثل كمال الحيدري، أجاب بشجاعة بأن هذا الفكر لا يقتصر عليه وحده، بل يتبناه أيضًا فلان وفلان .
الخاتمة: العودة إلى النبع الصافي
لقد كانت رحلتي في البحث عن الحقيقة مليئة بالمنعطفات الخطرة، لكنني أدركت في النهاية أن النجاة تكمن في التمسك بحديث أهل البيت عليهم السلام، والابتعاد عن التيارات الفكرية التي تدّعي المعرفة بينما هي في الحقيقة تزرع الشك والضياع. فالدين ليس فلسفة نظرية مجردة، بل هو منهج حياة قائم على الوحي الإلهي والحقائق الناصعة التي لا يعتريها الشك.
عرض الرؤى

ترويج منشور
كل التفاعلات:

السيد ابو محمد، وطالب علم و٤٩ شخصًا آخر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.