رسالة الولاية للسيد الطباطبائي يحسبها الكثيرون أنها تتحدث عن ولاية أهل البيت ع

رسالة الولاية للسيد الطباطبائي يحسبها الكثيرون أنها تتحدث عن ولاية أهل البيت عليهم السلام وعن مقاماتهم ولكن واقعها ليس كذلك وعندما تطالع الرسالة تعرف ذلك جيدا ولربما تتنبه وتتساءل ما ربط هذا الكلام بولاية أهل البيت (عليهم السلام)؟!
ولربما تتنبه وتتعجب أيضا كيف للعلامة في الفصول الأربعة الأولى أن يتحدث بهذه الأمور البسيطة والمعروفة لدى عامة المثقفين؟!
ولكن دعني أخبرك بما لو قد عشت خمسين سنة في الحوزة أو خارجها لم تعرف السر في ذلك ، ولو سألت ثمانين بالمائة من طلبة الحوزة لم يعرف خبر ذلك ، ولربما أجابك فيما لو سكت عنه كان خيراً له ولك.
إن الفصول الأربعة الأولى من رسالة الولاية هي عبارة عن مقدمات أو تمهيد لما في الفصل الخامس . هذا ما أُريد منها . ولكن لا تستغرب فيما إذا قلتُ لك أن هذه المقدمات لا شأن لها فيما أريد التوطئة له في الفصل الخامس فهي أشبه ما تكون بالتأويل في غير محله لما أريد الاستدلال عليه وهو مصطلح الإنسان الكامل لدى الصوفية ، ويعبرون عنه أيضا بالقطب والولاية وغيرهما من المرادفات له ، وإليك بعض الفقرات التي تدل على أن ما ذكره يدور في فلك الصوفية لاسيما الإنسان الكامل ولا توجد مثل هذه الأفكار في الشرع ولا عند المتشرعة وهي أشبه ما تكون بالأوهام التي لا واقع لها ، ولكي لا تستغرب تأمل فيما ذكره :
1 ـ (الإنسان في سيره إلى الحق سبحانه لا بد أن يعبر من جميع مراتب الأفعال والأسماء والذوات ، حتى ينال التوحيدات الثلاثة .وحيث إنه لا ينال مرتبة من مراتب كماله إلا بفنائه وبقاء ذلك الكمال في المحل ، فهو في كل مرتبة واقف على مجرى جميع أنواع الفيوضات المترشحة من تلك المرتبة إلى ما دونها متحقق به ، حتى ينال توحيد الذات ، ولا يبقى له اسم ولا رسم ، والملك يومئذ للّه).الولاية،ص61.
2 ـ (مقامات الأولياء وخاصة أسرارهم مع اللّه سبحانه ، حيث إن ولاية أمرهم للّه سبحانه ، وقد فنت أسماؤهم ورسومهم فيه تعالى ، لا يمكن الإحاطة بها . وقد قال سبحانه : [وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً].وكفى لهم شرفا أن ولاية أمرهم للّه سبحانه ، وهو المربي لهم ، والمبشر لهم ، قال سبحانه : (أَلَا إِنَّ أَوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ].الولاية،ص62
من الأمور الملاحظة في الرسالة هو أن بعض الآيات والأخبار جيء بها في موضع التدليل والاستشهاد وهي لا تدل على ما أُريد التدليل عليه.
3 ـ (الجلال والإكرام جامعان لصفات الجلال والجمال جميعا ، فلا يشذّ عنهما صفة من صفاته العليا ، ولا اسم من أسمائه الحسنى فهؤلاء متمكنون بينها وفيها ، لا اسم لهم ولا رسم إلّا صفاته وأسمائه سبحانه ، وارتفع الحجاب ، إذ لم يبق منهم ولا معهم ولا دونهم شيء ولا غير وجهه ذي الجلال والإكرام شيء) الولاية،ص64
4 ـ (تحصل من الجميع أن من مواهب اللّه في حقهم إفنائهم في أفعالهم وأوصافهم وذواتهم . فأول ما يفنى منهم الأفعال ، وأقل ذلك على ما ذكره بعض العلماء ستة : الموت ، والحياة ، والمرض ، والصحة ، والفقر ، والغنى . فيشاهدون ذلك من الحقّ سبحانه كمن يرى حركة ، ولا يشاهد محركها ، وهو يعلم به) الولاية،ص69
5 ـ (..ثم يفنى منهم الذات ، وينمحي الاسم والرسم ، ويقوم الحق سبحانه مقامهم) الولاية،ص72
عرض الرؤى

ترويج منشور
كل التفاعلات:

آيات حسن، وعادل شعلان سهم و٢٤ شخصًا آخر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.