صوفيات تفسير تسنيم

 

عرفاء الصوفية قسَّموا النبوة إلى قسمين : نبوة تشريع ونبوة إنباء ، يقول ابن عربي في الفصوص : (الرسالة والنبوة أعني نبوة التشريع ورسالته) ، والقيصري عند شرحه للفصوص يقول : (إن النبوة والرسالة تنقسم إلى قسمين : قسم يتعلق بالتشريع وقسم يتعلق بالإنباء عن الحقائق الإلهية وأسرار الغيوب وإرشاد العباد إلى الله من حيث الباطن وإظهار أسرار عالم الملك والملكوت ، وكشف سر الربوبية المستترة بمظاهر الأكوان لقيام القيامة الكبرى وظهور ما ستره الحق وأخفى)([1]).

وجوادي آملي اقتبس هذا المعنى الصوفي من ابن عربي وسطره في تفسيره : (إن النبوة لغةً وكذلك اصطلاحاً عند أهل العرفان تختلف عن النبوة عند أصحاب علم الكلام والفلسفة ، والتي تدور حولها أبحاث التفسير؛ لأن النبوة لغةً تعني مطلق الإنباء وإبلاغ النبأ، وكل من يقوم بإبلاغ خبر مهم وخطير فهو (نبي) فيما يتعلق بذلك النبأ والنبوة التعريفية والإنبائية التي يذكرها أصحاب علم العرفان فهي إضافة إلى النبوة المعروفة عبارة عن الإنباء عن الأخبار الملكوتية المهمة سواء كانت تتعلق بالشريعة أم لا، ويعبَّرون عن هذا النحو الخاص من النبوة (بالنبوة الإنبائية)، و(النبوة الكلامية والفلسفية) هي نفس النبوة التي تذكر في الأبحاث التفسيرية، وصاحبها يقال له النبي المعهود والمعروف الذي يأتي معه بمجموعة من العقائد، والأخلاق، والفقه والحقوق التي تحتوي على ما ينبغي فعله وما لا ينبغي ، وفيها بيان للحدود الخاصة والحقوق المخصوصة والخصائص الاعتبارية)([2]).

والمزيد من الكلام في النبوة الإنبائية الصوفية في الربط :

https://hisham-alkhafaji.com/?p=1033

صوفيات تسنيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) شرح فصوص الحكم،ص438.

 

[2] ) تفسير تسنيم،ج3،ص387.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.