س : هل مات رسول الله مسموما ؟

س : هل مات رسول الله مسموما ؟

ج : توجد أخبار كثيرة تدل على ذلك بعضها مروي في تفسير العياشي وبصائر الدرجات ، والعلماء تبعا للأخبار قالوا بذلك:

الشيخ الصدوق : (اعتقادنا في النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه سم في غزوة خيبر فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره([1]) فمات منها)([2]).

الشيخ المفيد : (وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من هجرته وهو ابن ثلاث وستين سنة)([3]).

الشيخ الطوسي : (وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشرة من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة)([4]).

العلامة الحلي : (وقبض بالمدينة مسموما يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة)([5]).

ومع ورود الأخبار الكثيرة الدالة على هذا الأمر لا سبيل لرده كما ذكر العلامة المجلسي في البحار : (مع ورود الأخبار الكثيرة الدالة عموما على هذا الأمر والأخبار المخصوصة الدالة على شهادة أكثرهم وكيفيتها كما سيأتي في أبواب تواريخ وفاتهم عليهم السلام ، لا سبيل إلى الحكم برده)([6]).

وأما كيفية شهادته (صلى الله عليه وآله) فلا سبيل للقطع بها كما ذكر السيد محمد صادق الروحاني : (القدر المتيقن الذي لا ريب فيه : أن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله  قد استشهد مسموما ، وأما كيفية شهادته (صلى الله عليه وآله) فلا سبيل للقطع بخصوصيّاتها ، إذ أن بعض المرويات تشير إلى موته متأثرا بسم اليهودية يوم خيبر ، بينما بعضها الآخر يشير إلى أنه (صلى الله عليه وآله) قد سُقي السم في أيام مرضه الأخير ،وهذه أيضا تختلف في نوع السم الذي سُقي منه (صلى الله عليه وآله) . ولا يخفى أن هذه الروايات جميعا وإن كان لا تعارض بينها ، لكونها من قبيل المثبتات ، وبالتالي فمن المحتمل جدا تأثير جميع هذه الأسباب في شهادته مسموما (صلى الله عليه وآله) ، إلا أنه لا سبيل للقطع بشيء من ذلك)([7]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) قال ابن منظور : (الأَبْهَرُ : عِرْقٌ إِذا انقطع مات صاحبه ؛ وهما أَبْهَرانِ يخرجان من القلب ثم يتشعب منهما سائر الشَّرايين . وروي عن النبي ، صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم ، أَنه قال : ما زالت أُكْلَةُ خيبر تعاودني فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِي ؛ قال أَبو عبيد : الأَبْهَرُ عرق مستبطن في الصلب والقلب متصل به فإِذا انقطع لم تكن معه حياة).لسان العرب،ج4،ص83.

[2] ) الاعتقادات في دين الإمامية،ص97.

[3] ) المقنعة،ص456.

[4] ) تهذيب الأحكام،ج6،ص2.

[5] ) منتهى المطلب،ج13،ص259.

[6] ) بحار الأنوار،ج27،ص216.

[7] ) أجوبة المسائل الاعتقادية،ج1،ص124.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.