الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي12حديث كتاب الله على أربعة أشياء

الأثر الفلسفي والعرفاني عند ابن أبي جمهور الأحسائي (12)

7 ـ حديث كتاب الله على أربعة أشياء :

في عوالي الآلي وفي المجلي نسبه لأمير المؤمنين عليه السلام : (روي عن علي عليه السلام أنه قال : (إن كتاب الله على أربعة أشياء : على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء)([1]).

والخبر مروي عن الإمام الصادق عليه السلام في مصباح الشريعة : (قال الصادق عليه السلام : كتاب الله على أربعة أشياء ، على العبارة والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء عليهم السلام)([2]).

ونقله عبد الرحمن السلمي (ت:412هـ) عن الإمام الصادق عليه السلام في حقائق التفسير : (حُكي عن جعفر بن محمد أنه قال : كتاب الله على أربعة أشياء : العبارة والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة للعوام والإشارة للخواص واللطائف للأولياء والحقائق للأنبياء عليهم السلام)([3]).

ومن بعد مصباح الشريعة وحقائق السلمي رواه الحلواني ــ من علماء القرن الخامس الهجري ــ في نزهة الناظر وتنبيه الخاطر عن الإمام الصادق عليه السلام : (قال عليه السلام : كتاب الله عز وجل أربعة أشياء : على العبارة ، والإشارة واللطائف والحقائق فالعبارة ، للعوام ، واللطائف للأولياء ، والحقائق للأنبياء)([4]).

وقد نقله العلامة المجلسي من (الدرة الباهرة) وهو على ما ظنه العلامة من مصنفات الشهيد الأول (ت:786هـ) حيث يقول عند عده بعض كتب الشهيد  : (وكتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة له قدس سره أيضا كما أظن . والأخير عندي منقولا عن خطه رحمه الله ، وسائر رسائله ،وأجوبة مسائله )([5])

وذكر العلامة المجلسي أن كتاب (الدرة الباهرة) لم يشتهر كما اشتهرت سائر مصنفات الشهيد : (مؤلفات الشهيد مشهورة كمؤلفها العلامة إلا كتاب الاستدراك فإني لم أظفر بأصل الكتاب ووجدت أخبارا مأخوذة منه بخط الشيخ الفاضل محمد بن علي الجبعي ، وذكر أنه نقلها من خط الشهيد رفع الله درجته ، والدرة الباهرة فإنه لم يشتهر اشتهار سائر كتبه ، وهو مقصور على إيراد كلمات وجيزة مأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وكل من الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين)([6]).

ولكن الميرزا عبد الله الأفندي نقل كلام أستاذه العلامة المجلسي حول (الدرة الباهرة) ثم رجح عدم كونه من مصنفات الشهيد : (قال المولى الفاضل الأستاذ في أوائل بحار الأنوار : إن كتاب الاستدراك وكتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة كلاهما للشهيد السعيد شمس الدين محمد كما أظنه ، والأخير عندي منقول من خطه قدس اللّه روحه . انتهى . وأقول : بالبال أن هذين الكتابين من مؤلفات غيره)([7]).

وسواء كان الكتاب للشهيد الأول أم لغيره حوالي ثلاثة أرباع أحاديث الكتاب هي في كتاب : (نزهة الناظر وتنبيه الخاطر) للحلواني ــ من أعلام القرن الخامس الهجري ــ كما يقول محقق الكتاب : (توصلنا خلال استخراجنا لأحاديث الدرة الباهرة أنها باقة زهور منتقاة ومصطفاة من رياض آثار أهل البيت عليهم السلام ، اقتطف غالبها من كتاب (نزهة الناظر) تأليف الحسين بن محمد بن حسن بن نصر الحلواني ، واجتني الباقي من كتب أخرى كالكافي ونثر الدر وتحف العقول ؛ حيث عثرنا على ثلاثة أرباع أحاديث الكتاب تقريبا في كتاب نزهة الناظر)([8]).

والحلواني ذكر في (نزهة الناظر وتنبيه الخاطر) الأخبار المروية عن أهل البيت عليهم السلام ولكنه حذف الأسانيد للاختصار كما نوه على ذلك في مطلع كتابه : (فقد سطرت لك – أمتعني الله بك – من أقوال الأئمة من أهل البيت عليهم السلام الموجزة ، وألفاظهم المعجزة ، وحكمهم الباهرة ، ومواعظهم الزاهرة ، لمعاً تنزه ناظرك بها ، وتنبه خاطرك بها . وحذفت الأسانيد حتى لا يخرج الكتاب عن الغرض المقصود في الاختصار)([9]).

وبعد ذلك تبيَّن أن مصدر الخبر هو مصباح الشريعة ـــ الذي جمع فيه ما بين الأحاديث وكلمات الصوفية ـــ وحقائق السلمي الذي هو من الصوفية ثم نقله الحلواني وصاحب الدرة الباهرة ، ومن بعد ذلك نقله ابن أبي جمهور في العوالي والمجلي وحينئذٍ يظهر لك مصدر وقيمة هذا الخبر في نقله والاعتماد عليه ؛ إذ لا يمكن نسبة ما تفرد فيه هذا الكتاب للأئمة عليهم السلام لِما جُمع فيه من الأخبار وكلمات الصوفية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) عوالي الآلي،ج4،ص105.مجلي مرآة المنجي،ج2،ص657.

[2] ) مصباح الشريعة،الباب المائة (حقيقة العبودية)، ص177.

[3] ) حقائق التفسير،ج1،ص22.

[4] ) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر،ص110.

[5] ) بحار الأنوار،ج1،ص10.

[6] ) بحار الأنوار،ج1،ص30.

[7] ) رياض العلماء،ج5،ص188.

[8] ) مقدمة تحقيق (الدرة الباهرة)،ص8.

[9] ) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر،ص9.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.