س : ما هو الفرق بين دعاء العديلة وتلقين الميت ؟
س : ما هو الفرق بين دعاء العديلة وتلقين الميت ؟
ج : دعاء العديلة المعروف هو من مؤلفات بعض أهل العلم ليس بمأثور كما نقل الشيخ عباس القمي قول العلامة النوري في مستدرك الوسائل : (قال شيخنا المحدّث المتبحر صاحب المستدرك في حاشية المجلّد الأول من المستدرك ص (93) : قال فخر المحققين ـــ هو ابن العلامة الحلي ـــ في آخر رسالته المسمّاة بإرشاد المسترشدين في أصول الدين : ولنختم رسالتنا هذه بمسألة مباركة وهي أن العديلة عند الموت تقع فإنه يجيء الشيطان ويعدل الإنسان عند الموت ليخرجه عن الإيمان فيحصل له عقاب النيران ؛ وفي الدعاء قد تعوّذ الأئمة عليهم السّلام منها فإذا أراد الإنسان أن يسلم من هذه الأشياء فليستحضر أدلّة الإيمان والأصول الخمسة بالأدلّة القطعيّة ويصفّي خاطره ويقول : اللّهم يا أرحم الراحمين إنّي قد أودعتك يقيني هذا وثبات ديني وأنت خير مستودع وقد أمرتنا بحفظ الودائع فردّه عليّ وقت حضور موتي ، ثمّ يخزي الشيطان ويتعوّذ منه بالرحمن ويودع ذلك اللّه تعالى ويسأله أن يردّه عليه وقت حضور موته وعند ذلك يسلم من العديلة عند الموت قطعا ، انتهت الحاجة من كلامه . ثم قال شيخنا رحمه اللّه : وأمّا دعاء العديلة المعروفة فهو من مؤلّفات بعض أهل العلم ليس بمأثور ولا موجود في كتب حملة الأحاديث ونقّادها)([1]).
وقال العلامة المجلسي في دعاء العديلة : (وأمّا فيما يتعلّق بأقرباء الميت وإخوانه المؤمنين فعليهم أن لا يتركوه وحيدا في حالة الاحتضار ، وليقرأوا القرآن والأدعية المخصوصة لمثل هذه الحالة ، ويكرّروا عليه أن يذكر أمامهم الاعتقادات الحقّة مثل الإقرار بوحدانية الله ، والإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وآله ، وإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وسائر الاعتقادات من الإيمان بالجنّة والنار ، وصفات الجمال والجلال لله تبارك وتعالى ، وإن لم يقدر هو على ذلك ، فليتولوا بأنفسهم ذلك ، وليقرئونه دعاء العديلة)([2]).
والعلامة المجلسي في مفتاح الجنان ذكر دعاء العديلة الكبير (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ…)([3]) ويوجد في بعض فقراته اختلاف عن دعاء عن دعاء العديلة الذي ذكره الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان[4].
وذكر أيضا العلامة المجلسي دعاء العديلة الصغير : (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً وَبِالْإِسْلَامِ دِيناً…)([5]) ولم يشر إلى مصدر وسند لأي منهما.
هذا فيما يخص دعاء العديلة وأما تلقين الميت فقد قال السيد اليزدي في العروة الوثقى : (تلقينه بعد الوضع في اللحد قبل الستر باللبن ، بأن يضرب بيده على منكبه الأيمن ويضع يده اليسرى على منكبه الأيسر بقوّة ، ويدني فمه إلى إذنه ويحرّكه تحريكاً شديداً ، ثمّ يقول : « يا فلان بن فلان اسمع إفهم » ثلاث مرّات : « الله ربّك ، ومحمّد نبيّك ، والإسلام دينك ، والقرآن كتابك ، وعليّ إمامك ، والحسن إمامك ، إلى آخر الأئمّة (عليهم السّلام) أفهمت يا فلان ؟» ويعيد عليه هذا التلقين ثلاث مرّات ، ثمّ يقول : «ثبّتك الله بالقول الثابت ، هداك الله إلى صراط مستقيم ، عرّف الله بينك وبين أوليائك في مستقرّ من رحمته ، اللَّهمَّ جافّ الأرض عن جنبيه ، واصعد بروحه إليك ، ولقّه منك برهاناً ، اللَّهمَّ عفوك عفوك . وأجمع كلمة([6]) في التلقين أن يقول : (اسمع افهم يا فلان بن فلان » ثلاث مرّات ، ذاكراً اسمه واسم أبيه ، ثمّ يقول : « هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) عبده ورسوله وسيّد النبيّين وخاتم المرسلين ، وأنّ عليّاً أمير المؤمنين وسيّد الوصيّين ، وإمام افترض الله طاعته على العالمين ، وأنّ الحسن والحسين وعليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ والقائم الحجّة المهدي صلوات الله عليهم أئمّة المؤمنين وحجج الله على الخلق أجمعين ، وأئمّتك أئمّة هدى بك أبرار ، يا فلان بن فلان إذا أتاك الملكان المقرّبان رسولين من عند الله تبارك وتعالى وسألاك عن ربّك وعن نبيّك وعن دينك وعن كتابك وعن قبلتك وعن أئمّتك ، فلا تخف ولا تحزن وقل في جوابهما : الله ربّي ، ومحمّد (صلَّى الله عليه وآله) نبيّي ، والإسلام ديني ، والقرآن كتابي ، والكعبة قبلتي ، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إمامي ، والحسن بن عليّ المجتبى إمامي ، والحسين بن عليّ الشهيد بكربلاء إمامي ، وعليّ زين العابدين إمامي ، ومحمّد الباقر إمامي ، وجعفر الصادق إمامي ، وموسى الكاظم إمامي ، وعليّ الرضا إمامي ، ومحمّد الجواد إمامي ، وعليّ الهادي إمامي ، والحسن العسكري إمامي ، والحجّة المنتظر إمامي ، هؤلاء صلوات الله عليهم أجمعين أئمّتي وسادتي وقادتي وشفعائي ، بهم أتولَّى ومن أعدائهم أتبرّأ في الدنيا والآخرة ثمّ اعلم يا فلان بن فلان أنّ الله تبارك وتعالى نعم الربّ ، وأنّ محمّداً (صلَّى الله عليه وآله) نعم الرسول ، وأنّ عليّ بن أبي طالب وأولاده المعصومين الأئمّة الاثني عشر نعم الأئمّة ، وأنّ ما جاء به محمّد (صلَّى الله عليه وآله) حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وسؤال منكر ونكير في القبر حقّ ، والبعث حقّ والنشور حقّ ، والصراط حقّ ، والميزان حقّ ، وتطاير الكتب حقّ وأنّ الجنّة حقّ ، والنار حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور» . ثمّ يقول : «أفهمت يا فلان» . وفي الحديث أنّه يقول : فهمت . ثمّ يقول : «ثبّتك الله بالقول الثابت ، وهداك الله إلى صراط مستقيم ، عرّف الله بينك وبين أوليائك في مستقرّ من رحمته» . ثمّ يقول:«اللَّهمَّ جافّ الأرض عن جنبيه ، واصعد بروحه إليك ، ولقّه منك برهاناً ، اللَّهمَّ عفوك عفوك» . والأولى أن يلقّن بما ذكر من العربي ، وبلسان الميّت أيضاً إن كان غير عربي)([7]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سفينة البحار،ج6،ص177.
[2] ) حلية المتقين،ص526.
[3] ) مفتاح الجنان (المطبوع مع زاد المعاد)،ص422
[4] ) مفاتيح الجنان،ص158.
[5] ) مفتاح الجنان(المطبوع مع زاد المعاد)،ص424.
[6] ) لأنه مفاد عدة أبواب وأخبار في وسائل الشيعة.
[7] ) العروة الوثقى،ج1،ص300.