(87) س : لماذا بعض طلبة الحوزة يقولون دخلنا الحوزة ولم نتأثر روحياً مما يجعلهم ذلك…

 

(87) س : لماذا بعض طلبة الحوزة يقولون دخلنا الحوزة ولم نتأثر روحياً مما يجعلهم ذلك يندفعون لمسالك التصوف والعرفان؟

ج : إن طالب الحوزة والملتزم دينياً بصورة عامة المطلوب منه هو الالتزام بأوامر الشرع ونواهيه ، وما يحصل له من لذة في العبادة ، وانشراح في الصدر ، والتجافي عن دار الغرور ، وعدم رغبته في المحرمات ، وعزمه أن لا يتجنب واجباً ، ولا يتهاون في معصية ، هذا بحد ذاته شيء عظيم ونعمة من نعم الله عظيمة القدر على الإنسان . وعليه أن لا يستهين بها ويشكر الله على منه بها عليه، وأن يطلب منه دوامها جهد إمكانه والله يزيد المحسنين.

إن من وفق لهذا مع شيء يسير من الوعي لا يطلب ما وراؤه من طرق واتجاهات ما أنزل الله بها من سلطان . وإنما من كان يعيش عدم الالتزام الديني ويضعف عن الالتزام به ، وما يصطحبه من خواء روحي يندفع لتلك الاتجاهات . ولو كان  يعلم أنها لا تشفي العليل ولا تطفأ نار الغليل ما توجه إليها.بل هي تفسد من كان صحيح المعتقد وتخرجه إلى سوء العمل . وليعلم أن من عجز عن إصلاحه نفسه بنور الثقلين القرآن الكريم وحديث العترة الطاهرة لا يمكنه إصلاحها بغيرها شاء أم أبى.

روى الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : إن النبي صلى الله عليه وآله  قرأ : [أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ]([1]).فقال صلى الله عليه وآله : إن النور إذا وقع في القلب انفسح له وانشرح . قالوا : يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها ؟ قال : التجافي عن دار الغرور ، والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت([2]).

ولا يشترط أن تكون من الطلبة الجيدين عندما تلتحق بالحوزة تظهر لك المعاجز والكرامات التي ظهرت على يد الأنبياء عليهم السلام ، وتختلف تماماً عن سائر المؤمنين ، وتكلم أصحاب القبور ، وترى الملائكة في تنزلها وصعودها إلى السماء ذاهبين!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) سورة الزمر : 22.

[2] ) روضة الواعظين،ص448.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.