(1) س : ما هو مضمون كتاب فلسفتنا للسيد محمد باقر الصدر؟
(1) س : ما هو مضمون كتاب فلسفتنا للسيد محمد باقر الصدر؟
ج : إن مضمون الكتاب يناقش بعض الآراء والأفكار بأمور عقلية وجدانية ، ولم يكن في متبنيات فلسفة اليونان كما توهم الكثيرون ذلك من خلال عنوانه.والمؤلف في كتاب (الأسس المنطقية للاستقراء) أشار لطابع كتاب (فلسفتنا) المنساق في نظرية المعرفة والتحليلات العقلية إذ يقول : (نحن في هذا الكتاب إذ نحاول إعادة بناء نظرية المعرفة على أساس معين ، ودراسة نقاطها الأساسية في ضوء يختلف عما تقدم في كتاب (فلسفتنا) سوف نتخذ من دراسة الدليل الاستقرائي ومعالجة تلك الثغرة([1]) فيه أساساً لمحاولتنا هذه)([2]).
والسيد الطباطبائي في (أصول الفلسفة) ناقش بعض الأفكار والآراء بأمور وجدانية كما تحدث الشيخ مرتضى آل ياسين عن (أصول الفلسفة) واصفاً إياه ببعض التحاليل الوجدانية : (من خصائصه البارزة جمعه بين الفلسفتين القديمة والحديثة ثم تيسره للمسائل العويصة المعضلة تيسيراً يجعلها في متناول أكثر الأفهام وربما حلل بعضها تحليلاً وجدانياً يغني القارئ عن التماس البرهان والدليل)([3]).
وتقييده بالبعض على نحو القدر المتيقن فلو عمم التحاليل الوجدانية أو العقلية لأغلب الكتاب أو كله لم يكن مخطئًا ، كما لو أنه وصف كتاب (فلسفتنا) لنعته بذات السمة نفسها لأن نسبة التشابه بين الكتابين كبيرة جداً. وقد كان لـ (أصول الفلسفة) الجذوة الكبرى لمن كتب بعده في هذا المجال سواء عُنون الكتاب بـ (نظرية المعرفة) كما فعل بعضهم أو لم يعنون مثل كتاب (فلسفتنا) . وهذا أمر واضح للمطلع في هذا المجال.وأما عديمو الاطلاع ممن لم يكن لديهم معرفة في هذا المجال وحصة من الكتاب إلا عنوانه فهم يحسبون كتاب (فلسفتنا) يتضمن فلسفة اليونان ومتبنياتها!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) الثغرة التي أشار إليها هو أن السير الاستدلالي في الاستقراء من الخاص إلى العام والذي يعني تعميم نتيجة الخاص ، مع أنه لا ملازمة بين صدق المقدمات في الاستقراء والنتيجة ؛ إذ ممكن تصدق المقدمات ولا تصدق النتيجة.
[2] ) الأسس المنطقية للاستقراء،ص20 .
[3] ) أصول الفلسفة،ص5 .