(88) س:هل تسليط الضوء على انتقاد الفلسفة والتصوف يضع المرء في زاوية جانبية محدودة
(88) س : هل تسليط الضوء على انتقاد الفلسفة والتصوف يضع المرء في زاوية جانبية محدودة من معارف الدين ؟
ج : إن الاطلاع الواسع على الفلسفة والتصوف ، والوقوف على متبنياتهما الباطلة له أهمية قصوى في معارف الدين ، لأن غير المطلع سوف يصدم في متبنيات الفلسفات الدخيلة على الإسلام ، في التفسير والعقائد وحتى في باب الغلو والتقصير … ويعد ما هو ليس من الغلو من الغلو ، وما هو من الغلو ليس من الغلو ، كما في واسطة الفيض ، ولم يميز ما بين المعنى الباطل الفلسفي والمعنى الصحيح الروائي([1]).
والباحث والمؤلف ما لم يكن واسع الاطلاع عليهما ، وواقفاً على السقيم فيهما ، سوف يجتر الأباطيل التي لا صلة لها بالدين ، ويعدها من الدين وإن كان بغير قصد ، وما سبب ذلك إلا عدم الخبرة والاطلاع في هذا الجانب.
فلم يكن تسليط الضوء على الفلسفة والتصوف وانتقادهما يجعل من يفعل ذلك في دائرة منزوية من زوايا الدين ، وإنما أثره واضح في البين وعلى مساحة واسعة من الدين.
ومن لم يهتم في هذا الجانب ، ولم يقف على الصحيح والسقيم فيه سوف يطغى عليه الضبابية وعدم وضوح الرؤية اتجاه معارف ، وإذا ما أراد الكتابة في مجال ما سيكتبُ أسطراً هشةً ينعكس اضطراب مؤلفها على متلقيها.وما سبب ذلك إلا التفريط في جانب مهم له انعكاسه وأثره البليغ في مختلف معارف الدين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) بينتُ ذلك مفصلاً في كتاب : (النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير).