ضرورة الإعراض عن ذكر الخصوصيات

جواهر الخطابة (23)
ضرورة الإعراض عن ذكر الخصوصيات
إن المنبر الحسني ذو رسالة سماوية تقتفي خطى الأنبياء والأوصياء عليهم السلام تدعو إلى الله عز وجل وتنشر معالم الدين ؛ ولذا ذكر الخصوصيات وما له صلة بشخصه وشؤون حياته الخاصة لا تندرج تحت وظيفة المنبر وأهدافه ، وهي عادة ما تصدر بسبب تضخم الأنا والغرور عند صاحبها ومن كانت عادته هذه تجده لا يتحرج حتى في نقل رؤياه في المنام .
ونقل الخصوصيات يؤثر سلباً على منبره حيث ينشغل بها ونحوها من الصغائر وينصرف عن التحضير والخوض في الأبحاث المثمرة ، مضافا إلى أنها توجب الاستخفاف به وطرحه ، ويعرضه لسوء الظن والغيبة والإعراض عن منبره ، روي عن أمير المؤمنين عليه السلام :
(من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن)([1]).
(من وقف بنفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن)([2]).
(من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من أساء به الظن)([3]).
نعم لا بأس بنقل بعض الخصوصيات التي فيها عبرة وفائدة للحاضرين أحياناً بحيث لا تطغى على منبره ، وإذا كان يميل لنقل الحكايات والسير فليلتجأ إلى سيرة الأنبياء والأئمة عليهم إذ فيها الغنى والكفاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] روضة الكافي،ج8،ص152.
[2] أمالي الصدوق،ص380.
[3] نهج البلاغة،ج4،ص41.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.