لنمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(15) من أسباب الغلو (2)

 

النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(15)
من أسباب الغلو (2)
تصغير عظمة الله عز وجل :
توجد عدة أخبار تشير إلى أن الغلاة وقعوا في تصغير عظمة الله عز وجل من ضمن تلك الأخبار ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام : (احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فإن الغلاة شر خلق الله ، يصغرون عظمة الله ، ويدعون الربوبية لعباد الله ، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا)([1]).
وروي عن إسحاق بن عمار أن الإمام الصادق عليه السلام قال لبشار الشعيري أحد الغلاة الذين بيّن الإمام عليه السلام وقوعه في تصغير عظمة الله عز وجل : (اخرج عني لعنك الله ، لا والله لا يظلني وإياك سقف بيت أبدا ، فلما خرج قال : ويله ألا قال بما قالت اليهود ، ألا قال بما قالت النصارى ، ألا قال بما قالت المجوس ، أو بما قالت الصابية ، والله ما صغر الله تصغير هذا الفاجر أحد ، أنه شيطان ابن شيطان خرج من البحر ليغوي أصحابي وشيعتي ، فاحذروه وليبلغ الشاهد الغائب ، أني عبد ابن عبد ، قن ابن أمة ضمتني الأصلاب والأرحام ، وأني لميت وأني لمبعوث ثم موقوف ، ثم مسؤول والله لأسألن عما قال في هذا الكذاب ، وادعاه علي يا ويله ماله أرعبه الله ، فلقد أمن على فراشه وافزعني وأقلقني عن رقادي ، أو تدرون اني لم أقول ذلك ؟ أقول ذلك لكي استقر في قبري)([2]).
وعن الإمام الرضا عليه السلام : (إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله)([3]).
وعنه عليه السلام في وصف الغلاة : (فصغر عندهم خالقهم أن يكون جعل عليا له عبدا)([4]).
إن هؤلاء الغلاة أكبروا أمير المؤمنين عليه السلام على أن يكون له ربا خالقا له واهبا له الكمالات والمناقب فاتخذه ربا وصغروا عظمة الله حيث جعلوا صفات المخلوق صفات للخالق ولم يدركوا أنها من صفات وصيا من أوصياء محمد صلى الله عليه وآله وأن صفات الخالق أجل وأعظم .
وبعبارة أخرى : إن الغلاة قصروا في معرفة الله عز وجل ولم يدركوا أن عظمة الله أجل وأعظم مما رأوه من المعاجز التي صدرت من الأنبياء والأئمة عليهم السلام فتكون نسبتها لله من تصغير عظمته حيث نسبوا له عز وجل ما لا يليق به.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) أمالي الطوسي،ص650.
[2] ) اختيار معرفة الرجال،ج2،ص702.
[3] ) توحيد الصدوق،ص364.
[4] ) تفسير الإمام الحسن العسكري،ص57. الاحتجاج،ج2،ص233.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.