النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(26)معاجز الأنبياء التي ذكرها القرآن لو أنها وردت..

 

النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(26)
معاجز الأنبياء التي ذكرها القرآن لو أنها وردت في الأخبار دون القرآن لوصفها الكثيرون بالغلو
إن مناقب الأنبياء عليهم السلام ومعاجزهم في القرآن الكريم كثيرة جدا ولو أن بعضها ورد في الأخبار ولم يرد في القرآن الكريم لسارع الكثير من الناس إلى إنكارها وعدم تقبلها تحت مسمى الغلو وغيره ، ولكن لأنها جاءت في الكتاب العزيز انقطعت طرق تكذيبها .؛ فيا ترى من كان يُصدق أن الله عز وجل أمر الملائكة بالسجود للنبي آدم عليه السلام فسجد له الملائكة كلهم أجمعون : [إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ][فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ] [فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ]([1]). لو لم يذكره القرآن الكريم وجاء في الأخبار فحسب .
ومن كان يُصدق غرق قوم النبي عليه السلام ونجاته هو ومن معه في سفينة صنعها لولا أن يخبرنا القرن الكريم بذلك : [وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ]([2])[قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ]([3]).
ومن كان يصدق أن النبي إبراهيم عليه السلام قطع أربعة من الطير ثم دعاهن فأتينه سعياً : [وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]([4]).
ومن كان يصدق أن النبي إبراهيم عليه السلام أُلقي في النار فصارت برداً وسلاماً : [قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ]([5]).
ومن كان يقرُ أن البشير ألقى قميص النبي يوسف على وجه النبي يعقوب (عليهما السلام) فعاد بصيرا : [اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ][وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ][قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ][فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا]([6]).
ومن كان يصدق أن النبي يونس عليه السلام التقمه الحوت ثم خرج منها حياً : [وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ][إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ][فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ][فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ][فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ][لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ][فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ]([7]).
ومن كان يصدق أن النبي موسى عليه السلام ضرب البحر بعصاه فانفلق كل فرق كالطود العظيم ومن ثم ابتلع فرعون وكل جنوده وجبروته لو لم يرد ذكر ذلك في القرآن الكريم وورد في الروايات فقط؟!
[فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمٍ]([8]).
ومن كان يقر أن النبي عيسى عليه السلام كان يكلم الناس في المهد : [إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا]([9]).
ومن كان يعتقدُ أنه عيسى عليه السلام كان يخلق من الطين كهيئة الطير وينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله ، ويبرئ الأكمه والأبرص والأعمى ويحيي الموتى بإذن الله وينبئهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم :[وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ]([10]).
ومن كان يرتضي أن النبي عيسى عليه السلام لم يُقتل وإنما رفعه الله عز وجل إليه : [وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا][بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا]([11]).
ومن كان يصدق أن الله تعالى سخر الجبال والطير للنبي داوود عليه السلام : [إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ][وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ]([12]).
ومن كان يصدق أن الريح تجري بأمر النبي سليمان عليه السلام :[وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ]([13])ومن كان يصدق أن الذي عنده علم من الكتاب([14])أحضر عرش بلقيس قبل ارتداد طرف النبي سليمان عليه السلام : [قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آَتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ]([15])
ومن كان يصدق أن النبي سليمان عليه السلام يعرف قول النمل :[حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ][فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ]([16]).
ومن كان يقرُ أن النبي داوود وسليمان عليهما السلام كانا يعرفا منطق الطير : [وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ]([17]).
ومن كان يعتقدُ أن النبي سليمان عليه السلام كان من جنوده الجن والطير : [وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ]([18]).
ومن كان يصدق أن رسول الله صلى الله عليه وآله أسري به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى : [سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى]([19]).لو لم يُذكر ذلك في القرآن الكريم.
من كان يصدقُ كل هذه الأمور ويعتقدُ بها لو أنها لم تُذكر في القرآن الكريم ووردت في الحديث فقط؟!
ومن الجدير ذكره بعد ذلك هو أن المناقب المروية للأئمة عليهم السلام التي هي نظير المذكورة للأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم وما هو دونها ليست من الغلو ؛ لأنها لو كانت من الغلو لكانت غلوا في الأنبياء عليهم السلام ولا قائل ولا مدعي لذلك .
والغريب أن تجد من يرى مقام الإمامة فوق مقام النبوة ، وأن الأئمة عليهم السلام أفضل من الأنبياء عليهم السلام دون النبي الأعظم صلى الله عليه وآله إلا أنه لا يرتضي نسبة بعض المناقب المروي في حقهم والتي لا ترقى للمناقب المذكورة للأنبياء عليهم السلام في القرآن الكريم ! وهذا يدلل على زلل منهجي وتخبط في الفكر من غير رؤية معرفية يسير وفقها ويستنير في ظلها . ومما ينبغي الإشارة إليه والتأكيد عليه بالرغم من وضوحه هو أن المناقب ومعاجز وكرامات الأنبياء والأئمة عليهم السلام كلها بإذن الله عز وجل وليس لهم صلوات الله عليهم شيء من الاستقلال والتصرف من غير إرادة الله عز وجل وقدرته ، كما أشارت الآية المباركة لذلك : [أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ]([20]).
وفي المقام يوجد خبر عن الإمام الكاظم عليه السلام رواه الشيخ الكليني رحمه الله في أصول الكافي يناسب ذكره فيما نحن فيه : عن محمد بن حماد ، عن أخيه أحمد ابن حماد ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم ؟ قال : نعم ، قلت : من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال : ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم منه ، قال : قلت : إن عيسى ابن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله ، قال : صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل…إلى أن قال عليه السلام في إثبات وراثتهم للأنبياء ومالهم من منازل : [وَلَوْ أَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى]([21]) وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ، وتحيى به الموتى ، ونحن نعرف الماء تحت الهواء ، وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون ، جعله الله لنا في أم الكتاب ، إن الله يقول : [وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ]([22])ثم قال : [ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا]([23])فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء([24]).
وأيضا العلامة المجلسي رحمه الله له كلام وجيه يناسب المقام ذكره بعد الآية المباركة : [قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا] [وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا][قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا][قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا]([25]).
حيث يقول : (في هذه القصة تنبيه لمن عقل وتفكر للتسليم في كل ما روي من أقول أهل البيت عليهم السلام وأفعالهم مما لا يوافق عقول عامة الخلق وتأباه أفهامهم وعدم المبادرة إلى ردها وإنكارها ، وقد مر في باب التسليم وفضل المسلمين ما فيه كفاية لمن له قلب أو ألفي السمع وهو شهيد)([26]).
وبكل تأكيد لا أقصد القول بصحة كل ما نُسب لأهل البيت عليهم السلام وأقصى ما أريد بيانه أن المناقب المروية في حق أهل البيت عليهم السلام خصوصا إذا ما كانت مستفيضة في منقبة معينة ، أو ورد الخبر فيها في أحد المصادر ليس من الصحيح الاستخفاف بها وجحودها لعدم فهمها وتحملها ، لأن مدار الحق لم يكن وفق أفهامنا وأفق عقولنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) سورة ص : 71ـ73.
[2] ) سورة هود:37.
[3] ) سورة هود:48.
[4] ) سورة البقرة:260.
[5] ) سورة الأنبياء :69.
[6] ) سورة يوسف:93ـ96.
[7] ) سورة الصافات :139ـ145.
[8] ) سورة الشعراء : 63.
[9] ) سورة المائدة:110.
[10] ) سورة آل عمران : 49.
[11] ) سورة النساء:157ـ158.
[12] ) سورة ص:18ـ19.
[13] ) سورة الأنبياء : 81.
[14] ) روي عن الإمام الهادي عليه السلام في أجوبة يحيى بن أكثم : سألت عن قول الله عز وجل في كتابه : [قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ] فهو آصف بن برخيا ولم يعجز سليمان عن معرفة ما عرف ، لكنه أحب أن يعرف أمته من الجن والإنس أنه الحجة من بعده وذلك من علم سليمان أودعه آصف بأمر الله ففهمه الله ذلك لئلا يختلف في إمامته ودلالته كما فهم سليمان في حياة داود ليعرض إمامته ونبوته من بعده لتأكيد الحجة على الخلق).الاختصاص،ص93.
وفي حديث معتبر رواه الشيخ الكليني رحمه الله في أصول الكافي عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له : أنتم ورثة رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
قال : نعم ، قلت : رسول الله صلى الله عليه وآله وارث الأنبياء ، علم كما علموا ؟ قال لي : نعم ، قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص ؟ قال : نعم بإذن الله ، ثم قال لي : ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شيء في البلد ثم قال لي : أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا ؟ قلت : أعود كما كنت ، فمسح على عيني فعدت كما كنت ، قال : فحدثت ابن أبي عمير بهذا ، فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق .أصول الكافي،ج1،ص470.
[15] ) سورة النمل : 40.روى الشيخ المفيد رحمه الله عن ابن أبي عمير ، عن أبان الأحمر قال : قال الصادق عليه السلام : يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين عليه السلام لما قال : (لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره) ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه ، أليس نبينا صلى الله عليه وآله أفضل الأنبياء ووصيه عليه السلام أفضل الأوصياء ، أفلا جعلوه كوصي سليمان ، حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا.الاختصاص،ص212.
[16] ) سورة النمل : 18،19.
[17] ) سورة النمل : 16 .
[18] ) سورة النمل : 17 .
[19] ) سورة الإسراء : 1.
[20] ) سورة آل عمران : 49.
[21] ) سورة الرعد:31
[22] ) سورة النمل:75.
[23] ) سورة فاطر:32.
[24] ) أصول الكافي،ج1،ص226.
[25] ) سورة الكهف:67ـ70.
[26] ) بحار الأنوار،ج25،ص364.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.