النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(25)استغلال السلطات السياسية الغلو لإقصاء المناقب
استغلال السلطات السياسية الغلو لإقصاء المناقب
إن إبراز المناقب وتسليط الضوء على هذا الجانب يظهر أحقية أئمة أهل البيت عليهم السلام في تسنم السلطة من الحكام ، وليس للقيادات الحاكمة في المناصب منافستهم فيه ، مما يجعل السلطات تفتقد الدعم من قبل المسلمين بصورة عامة لا سيما أتباع أهل البيت عليهم السلام فتكون حينها مواجهة للسلطة بطريقة غير مباشرة وتحدٍ لها ؛ ولذا كانت السلطات تواجه المناقب بالغلو ورمي القائلين به (بالغلو) والطعن والتكفير ، فاستغلت الباطل لطمس الحق والكفر لإقصاء الإيمان . وقد تأثر بهذا الصراع السياسي بعض أتباع أهل البيت عليهم السلام وصاروا ينظرون إلى المناقب من زاوية الغلو والكفر ، ويقصون أئمة الهدى عليهم السلام عن كل مقام ومنقبة ، وهذا مما ينبغي التنبه إليه وعدم إغفاله لأن الغلو إذا كان من المعاني الباطلة التي توجب الكفر واللعن كما فعل الأئمة عليهم السلام مع الغلاة لا يعني هذا إسراء الغلو إلى كل المناقب وبعبارة مختصرة : الغلو والمناقب خطان متصارعان ليس لأحدهما إقصاء الآخر فلا يمكن إقصاء المناقب بسبب الغلو، أو نفي الغلو بشكل مطلق بسبب المناقب.