النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(30) البترية لا يُعز بهم الدين

النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(30)

البترية لا يُعز بهم الدين

يوجد خبر يدل على أن البترية لا يعز بهم الدين فقد روى الشيخ الصدوق رحمه الله عن الإمام الصادق عليه السلام : (لو أن البترية صف واحد ما بين المشرق إلى المغرب ما أعز الله بهم ديناً)([1]).

والخبر يشير إلى أن البترية لو كانوا أعدادا كثيرة تبلغ إلى ما بين المشرق والمغرب لما أعز الله بها ديناً ، وما كان في وجودهم قوة للدين لأن عزة الدين وقوته تكمن في انتهاج الحق لا التخبط والتلفيق ومحاولة إرضاء المزاعم الباطلة.

وسواء كان هذا الخبر صحيحا أم غير صحيح كما حاول البترية في زماننا التشكيك في صحته ، فإن المنهج التلفيقي البتري الذي يستند على التلفيق والممازجة بين الاتجاهات المتناقضة وإرضاء جميع الأطراف على حساب منهج الحق وإضاعة الحقائق لا يعز به الدين الحق.

ومن سمات البترية البارزة عدم تحمل هموم نشر فكر أهل البيت عليهم السلام ولم يكن ضمن أولوياتهم هذا الهدف السامي ، بل هم يقفون في وجه من يتصدى لنشر نور أهل البيت ومعارفهم عليهم السلام لما له من تقاطع مع منهج المزج والتلفيق.

 

أحاديث في ذم البترية

توجد عدة أحاديث تذم رؤساء البترية مضافا لما تقدم من ضمنها ما روي عن أبي عبيدة الحذاء ، قال قلت لأبي جعفر عليه السلام : إن سالم ابن أبي حفصة (من رؤساء البترية) يقول لي : ما بلغك أنه من مات وليس له إمام كانت ميتته ميتة جاهلية ؟ فأقول بلي . فيقول من إمامك ؟ فأقول أئمتي آل محمد عليه وعليهم السلام . فيقول : والله ما أسمعك عرفت إماما ، قال أبو جعفر عليه السلام : ويح سالم وما يدري سالم ما منزلة الإمام ، منزلة الإمام يا زياد أعظم وأفضل مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون([2]).

عن فضيل الأعور  قال : حدثني أبو عبيدة الحذاء ، قال : أخبرت أبا جعفر عليه السلام بما قال سالم بن أبي حفصة في الإمام ، فقال : ويل سالم يا ويل سالم ما يدري سالم ما منزلة الإمام ، إن منزلة الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم والناس أجمعون([3]).

عن جابر  : كنا عند الباقر عليه السلام نحوا من خمسين رجلا إذ دخل عليه كثير النواء – وكان من المغيرية  – فسلم وجلس ثم قال : إن المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة يزعم أن معك ملكا يعرفك الكافر من المؤمن ، وشيعتك من أعدائك . قال : ما حرفتك ؟ قال : أبيع الحنطة . قال : كذبت . قال : وربما أبيع الشعير . قال : ليس كما قلت ، بل تبيع النوى . قال : من أخبرك بهذا ؟ قال : الملك الذي يعرفني شيعتي من عدوي ، لست تموت إلا تائها قال جابر الجعفي : فلما انصرفنا إلى الكوفة ، ذهبت في جماعة نسأل عن كثير ، فدللنا على عجوز ، فقالت : مات تائها منذ ثلاثة أيام([4]).

وعن أبي بصير ، قال : ذكر أبو عبد الله عليه السلام كثير النواء ، وسالم بن أبي حفصة ، وأبا الجارود ، فقال : كذابون مكذبون كفار عليهم لعنة الله ، قال قلت : جعلت فداك كذابون قد عرفتهم فما معنى مكذبون ؟ قال : كذابون يأتونا فيخبرونا أنهم يصدقونا وليسوا كذلك ، ويسمعون حديثنا فيكذبون به([5]).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) من لا يحضره الفقيه،ج4،ص545.

[2] ) اختيار معرفة الرجال،ج2،ص504.

[3] ) اختيار معرفة الرجال،ج2،ص504.

[4] ) الخرائج والجرائح،ج1،ص276.

[5] ) اختيار معرفة الرجال،ج2،ص496.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.