النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(31) أحاديث قولوا فينا ما شئتم دون الألوهية

النمرقة الوسطى ما بين الغلو والتقصير(31) 

أحاديث قولوا فينا ما شئتم دون الألوهية

رويت أحاديث كثيرة وفي مصادر معتبرة مفادها نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم مما يمكن القطع إجمالا بصدور بعضها ومؤدى مضمونها ، فيجدر التعرض لها من خلال مصادرها الأولية وبيان معناها  :

 عن أمير المؤمنين عليه السلام : (لا تتجاوزوا بنا العبودية ، ثم قولوا فينا ما شئتم ولن تبلغوا)([1]).

وعنه عليه السلام : (إياكم والغلو فينا قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم)([2]).

وعنه عليه السلام : (إياكم والغلو فينا قولوا إنا مربوبون واعتقدوا في فضلنا ما شئتم)([3]).

وروى العلامة المجلسي حديثا عن والده رآه في كتاب عتيق ، ووجده أيضا في كتاب مشتمل على أخبار كثيرة وهذا نص ما ذكره : (ذكر والدي رحمه الله أنه رأى في كتاب عتيق جمعه بعض محدثي أصحابنا في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام هذا الخبر ، ووجدته أيضا في كتاب عتيق مشتمل على أخبار كثيرة).

وبعد ذلك ساق الخبر المروي عن أمير المؤمنين عليه السلام والذي من ضمن ما جاء فيه قوله عليه السلام لأبي ذر الغفاري رضوان الله عليه : (اعلم يا أبا ذر أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته ، فإن الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه وأصفكم أو يخطر على قلب أحدكم فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون)([4])

عن الإمام الصادق عليه السلام : (اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا)([5]).

وعنه عليه السلام : (اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم)([6]).

عن يونس بن رباط قال : دخلت أنا وكامل التمار على أبي عبد الله عليه السلام فقال له كامل : جعلت فداك حديث رواه فلان ؟ فقال : أذكره ، فقال : حدثني أن النبي صلى الله عليه وآله حدث عليا عليه السلام بألف باب يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل باب يفتح ألف باب ، فذلك ألف ألف باب ، فقال : لقد كان ذلك ، قلت : جعلت فداك فظهر ذلك لشيعتكم ومواليكم ؟ فقال : يا كامل باب أو بابان فقلت له جعلت فداك فما يروى من فضلكم من ألف ألف باب إلا باب أو بابان ؟ قال : وما عسيتم أن ترووا من فضلنا ، ما تروون من فضلنا إلا ألفا غير معطوفة([7]).

وعقب العلامة المجلسي على الخبر قائلا : قوله عليه السلام : غير معطوفة ، أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلة ، فإن الألف بالخط الكوفي نصفه مستقيم . ونصفه معطوف هكذا ” – ا ” وقيل : أي ألف ليس بعده شيء ، وقيل : ألف ليس قبله صفر أي باب واحد ، والأول هو الصواب والمسموع من أولي الألباب([8]).

ورواه الحسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات([9]) عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم فقال لي يا كامل اجعلوا لنا ربا نؤوب إليه وقولوا فينا ما شئتم قال فقلت نجعل لكم ربا تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا قال فاستوى جالسا فقال ما عسى أن تقولوا والله ما خرج إليكم من علمنا إلا ألف غير معطوفة([10]).

وروى الإربلي (ت:693هـ) في كشف الغمة عن مالك الجهني قال كنا بالمدينة حين أجلبت الشيعة وصاروا فرقا فتنحينا عن المدينة ناحية ثم خلونا فجعلنا نذكر فضائلهم وما قالت الشيعة إلى أن خطر ببالنا الربوبية فما شعرنا بشيء إذا نحن بأبي عبد الله واقف على حمار فلم ندر من أين جاء فقال يا مالك ويا خالد متى أحدثتما الكلام في الربوبية فقلنا ما خطر ببالنا إلا الساعة فقال اعلما أن لنا ربا يكلأنا بالليل والنهار نعبده يا مالك ويا خالد قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مخلوقين فكررها علينا مرارا وهو واقف على حماره([11]).

وروى الحر العاملي عن كتاب الخرائج والجرائح للراوندي : في كتاب الخرائج والجرائح عن خالد بن نجيح قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام وعنده خلق فجلست ناحية وقلت في نفسي ما أغفلهم عند من يتكلمون ! فناداني إنا واللّه عباد مخلوقون ، لي رب أعبده إن لم أعبده عذبني بالنار ، قلت لا أقول فيك إلا قولك في نفسك ، قال : (اجعلونا عبيدا مربوبين وقولوا فينا ما شئتم إلا النبوة)([12]).

وذكر رجب البرسي (المتوفى حدود:813هـ) ما نصه : (عنهم عليهم السلام أنهم قالوا : نزهونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية)([13]).

ولم يرد في مصدر معتبر حديث بهذا اللفظ وعلى ما يبدوه هو بصدد النقل بالمعنى لمضمون الأخبار المتقدمة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) الاحتجاج،ج٢،ص ٢٣٣.

[2] ) الخصال،ص ٦١٤.

[3] ) غرر الحكم،ج1،ص159.

[4] ) بحار الأنوار،ج26،ص2.

[5] ) بصائر الدرجات،ص ٢٥٦.

[6] ) بصائر الدرجات،ص ٢٦١.

[7] ) أصول الكافي،ج1،ص297.

[8] ) بحار الأنوار،ج ٢٥،ص ٢٨٣.

[9] ) يوجد كتابان باسم (بصائر الدرجات) الأول للشيخ محمد بن حسن الصفار (ت:290هـ) الذي كان من أصحاب الإمام الحسن العسكري عليه السلام ، والآخر لسعد بن عبد الله الأشعري (ت:301هـ) أو قريباً من التاريخ المذكور.وهذا الكتاب لم يصلنا وإنما وصلنا منه ما اختصره الشيخ حسن بن سليمان الحلي ــ الذي هو من علماء القرن الثامن الهجري ــ في : (مختصر بصائر الدرجات).

[10] ) مختصر بصائر الدرجات،ص59.

[11] ) كشف الغمة،ج2،ص414.

[12] ) إثبات الهداة،ج5،ص394.هذا الخبر غير موجود في كتاب : (الخرائج والجرائح) المطبوع ، وعلى ما يبدو نقله الحر العاملي من نسخة أخرى غير النسخة المطبوعة .

[13] ) مشارق أنوار اليقين،ص101.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.