(21) س : هل يوجد في كتاب : (منية المريد) من أفكار الصوفية ؟
(21) س : هل يوجد في كتاب : (منية المريد) من أفكار الصوفية ؟
ج : ذكر الشهيد الثاني في منية المريد وهو بصدد ذكر آداب المتعلم : (أن لا ينكر عليه ، ولا يتآمر ولا يشير عليه بخلاف برأيه ، فيرى أنه أعلم بالصواب منه ، بل ينقاد إليه في أموره كلها ، ويلقي إليه زمام أمره رأسا ، ويذعن لنصحه ، ويتحرى رضاه وإن خالف رأي نفسه ، ولا يستبق معه رأيا ولا اختيارا ، ويشاوره في أموره كلها ، ويأتمر بأمره ، ولا يخرج عن رأيه وتدبيره باللسان والقلب . قال بعض العلماء : خطأ المرشد أنفع للمسترشد من صوابه في نفسه)([1]).
إن تبجيل الأستاذ والتأدب في محضره أمر ضروري ولكن ليس بالمعنى الذي ذكره الصوفية في تبجيل مشايخهم وعدم مخالفتهم في كل شيء ولو كان محالفا للشرع ، كما أن خطأ المرشد أنفع للمسترشد من صواب المسترشد من الأمور التي انفرد الصوفية بذكرها وحث مريديهم على الالتزام بها .
إن الكلام المتقدم ذكره من كتاب : (منية المريد) مما لا ينبغي التردد في كونه من أفكار الصوفية ، ولذا يتطلب من الأساتذة الذين يدرسونه التنبيه على ذلك.
ومما يحسن هنا نقل بعض كلمات القوم التي جاء ما في المنية على وفقها ، فقد ذكر عبد الكريم القشيري (ت:465هـ) في الرسالة القشيرية في عدم مخالفة المريد لشيخه : (أن لا يخالف شيخه في كل ما يشير عليه لأن الخلاف للمريد في ابتداء أمره عظيم الضرر ؛ لأن ابتداء حاله على جميع عمره . ومن شرطه : أن لا يكون له بقلبه اعتراض على شيخه ، فإذا خطر ببال المريد أن له في الدنيا والآخرة قدرا أو قيمة ، أو على بسيط الأرض أحد دونه لم يصح له في الإرادة قدم)([2]).
ومما نقله عبد الوهاب الشعراني (ت:973هـ) : (كان سيدي يوسف العجمي يقول : من أدب المريد أن يقف عند كلام شيخه ولا يتأوله، وليفعل ما أمره به شيخه وإن ظهر أن شيخه أخطأ)([3]).
ويقول محمد أمين الكردي : (أن لا يعترض عليه (أي على شيخه) فيما فعله ، ولو كان ظاهره حراما ، ولا يقول : لم فعل كذا ، لأن من قال لشيخه : لِمَ لا يفلح أبدا . فقد تصدر من الشيخ صورة مذمومة في الظاهر وهي محمودة في الباطن)([4]).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) منية المريد،ص244.
[2] ) الرسالة القشيرية،ص542.
[3] ) الأنوار القدسية،ج2،ص81.
[4] ) تنوير القلوب،ص،528.