(24) ما صحة الخبر : (يأتي عليك زمان لا تجد فيه سرور نفسك إِلا في اعتزال الناس)؟
(24) ما صحة الخبر المنسوب لأمير المؤمنين عليه السلام : (يأتي عليك زمان لا تجد فيه سرور نفسك إِلا في اعتزال الناس)؟
نُسب هذا القول لأمير المؤمنين عليه السلام وهو مما لا وجود له في المصادر ولم يُذكر حتى في المصادر الضعيفة ولا في مصادر العامة أيضا.
توجد أحاديث غير قليلة تحث على العزلة فلا موجب للالتجاء إلى الأحاديث المزعومة . ولكن ينبغي أن لا تؤخذ هذه الأحاديث بمفردها بعيداً عن الأحاديث التي تحث على المعاشرة.وهنا لا أريد الجمع بين أخبار العزلة والمعاشرة ولا في توجيهها وكيفية العمل بها.
وما أريد قوله أن الجماعات المتأثرة بالتصوف سواء في الوسط الشيعي وغيره لديهم العزلة من التعاليم التي يعملون بها ومن شروطهم وثقافتهم السائدة.
ومن المؤسف أن تكون مجاميع منتمية لأهل البيت عليهم السلام تشيع بينهم هذه الثقافة وتجد بعض الشباب في مقتبل أعمارهم مرتبطين بما يسمى بالمرشدين والمربين يحثونهم على العزلة ويصبرونهم عليها!
الشباب في مقتبل أعمارهم لا يتحملون العزلة وتسبب لهم ضيق الصدر وثقل الروح مما ينعكس سلباً على أمورهم الدنيوية والأخروية ، ولذا أقول لهؤلاء الشباب المساكين الذين غُرر بهم لا تسمعوا إلى من يحثكم على العزلة ويصبركم عليها لأنهم يكذبون عليكم عندما يقولون لكم ستعتادونها بعد الصبر والمداومة عليها إذ هي لا تناسبكم ولا من المطلوب منكم ذلك.والإنسان تلقائيا عندما يتقدم به العمر ويشارف سن الأربعين تميل طبيعته إلى حدٍ ما إلى عدم المخالطة على العكس مما كان عليه في مرحلة الشباب فلا تتكلفوا أمورا في غير أوانها تأتي مستقبلا بروية ويسر.