(33) س : هل اختلف العلماء في ابن عربي؟

(33) س : هل اختلف العلماء في ابن عربي؟

ج : إن العلماء ذموا ابن عربي وانتقدوه على كتبه ومعتقداته ولم يثنِ عليه إلا من كان ذا توجه صوفي . ولكن من لا خبرة له بطبيعة الخلاف وجذوره يحسب أن العلماء اختلفوا فيه كغيره من المسائل الخلافية الدائرة بين العلماء ، ولم يدرك أن الخلاف لم يكن بين العلماء وإنما بين العلماء من جهة وبين اتجاه آخر يمثل التصوف .

ولا يخفى أن جعل ابن عربي من الأمور الخلافية عند العلماء فيه إخفاء وتمويه لحقيقة الخلاف وإيهام بأنه كغيره من المسائل الخلافية.بل فيه من التستر والثناء على ابن عربي بأسلوب خفي والحال كما ذكرتُ لم يكن الخلاف بين علمائنا ، وإنما خلاف بين علمائنا من جهة وبين صنف آخر من العلماء يمثل التصوف أو قل خلاف بين العلماء وبين الصوفية. 

ومن هنا كانت من العلامات الواضحة في تمييز الصوفي عن غيره هو النظر لرأيه في ابن عربي فإذا كان لديه محل تقديس وتعظيم ، وإكبار لمصنفاته لا سيما فصوص الحكم والاهتمام به تدريساً وتعليقاً فلا تردد في تصوفه . بل إن تدريس هذا الكتاب وشرحه ، أو التعليق عليه لا يدل على التصوف فحسب وإنما يدل على الغلو في التصوف كما يقول السيد الأمين ونعم ما قال وهو يصف السيد حيدر الآملي  : (من أدلة غلوه في التصوف شرحه لفصوص محيي الدين)([1]).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] ) أعيان الشيعة،ج6،ص272.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.