من انحرافات ابن سينا
من انحرافات ابن سينا:
1 ـ قوله بأن العالم قديم الذات والصفات.يقول العلامة الحلي في نهاية المرام : (أن يكون قديم الذات والصفات ،وهو قول أرسطو وثاوفرسطس وثامسطيوس وبرقلس ومن المتأخرين قول أبي نصر الفارابي والرئيس ، قالوا السماوات قديمة بذواتها وصفاتها المعينة) وذكرت هذا بشيء من التفصيل في (الأوهام الفلسفية).
2 ــ عده الإرادة من الصفات الذاتية،يقول في المبدأ والمعاد : (ليس إرادته مغايرة الذات لعلمه ولا مغايرة المفهوم لعلمه، وقد بيّنا أن العلم الذي له هو بعينه الإرادة التي له).
وأحاديث أهل البيت عليهم السلام كثيرة في نفي وذم من يعد الإرادة من الصفات الذاتية وأيضا بعض الأخبار نقت رجوع الإرادة للعلم كما توهم بعض الفلاسفة والعرفاء.
3 ــ يقول في التعليقات أن الله يخلق المخلوقات اضطرارا وليس باختياره ولم يكن له عدم الصدور عنه وهذا نص كلامه :(صدور الموجودات عنه على سبيل اللزوم لا لإرادة تابعة لعرض بل لذاته ، وكان صدورها عنه دائما بلا منع ولا كلفة تلحقه في ذلك) وهذا ما يسمى بالمعلول الفلسفي وأوضحت الفرق بينه وبين المعلول الكلامي في (الأوهام الفلسفية).
4 ــ يرى ابن سينا أن عمر أعقل من أمير المؤمنين عليه السلام في السياسة كما ذكر في إلهيات الشفاء(فيلزم أعلمهما أن يشارك أعقلهما ويعاضده ويلزم أعقلهما أن يعتضد به ويرجع إليه مثل ما فعل عمر وعلى) ولا تستغرب من ذلك فإن من غلب على عقله أوهام الفلسفة ولغوها يأتي بهكذا خرافات.
5 ــ ابن سينا على مذهب أبيه من الإسماعيلية وهذا ما ذكرته مصادر السير والتراجم إلا صاحب مجالس المؤمنين احتمل كونه من الاثني عشرية.ولا يمكن الركون لقوله لأن هذا الكتاب كما يقول عبد الله الأفندي ــ صاحب رياض العلماء ــ في تعليقه على أمل الأمل فيه إفراط : (كتاب مجالس المؤمنين في أحوال مشاهير الشيعة من العلماء وغيرهم بالفارسية مبسوط إلا أن فيه إفراطا) ووجه الإفراط كما يقول صاحب التعليق على تعليق أمل الأمل : (حيث أنه ذكر كثيرا ممن ليس من الشيعة على أنهم شيعة) فلا يستغرب جعله بعض الإسماعيلية من الاثني عشرية
6 ـ إنكاره المعاد الجسماني كما نقل بعضهم عن رسالة له بالفارسية.
7 ـ في رسالة العشق عقد الفصل الخامس في عشق الظرفاء والفتيان للأوجه الحسان.على طريقة فلاسفة اليونان في العشق ، وهذا ما ذكره : (ومهما أحب الصورة المليحة باعتبار عقلي على ما أوضحناه عدّ ذلك وسيلة إلى الرفعة والزيادة في الخيرية لولوعه بما هو أقرب في التأثير من المؤثر الأّول والمعشوق المحض وأشبه بالأمور العالية الشريفة وذلك مما يؤهله لأن يكون ظريفا وفتى لطيفا ولذلك لا يكاد أهل الفطنة من الظرفاء والحكماء ممن لا يسلك طريقة المتعشقين والإنجاح يوجد خاليا عن شغل قلبه بصورة حسنة إنسانية وذلك أن الإنسان مع ما فيه من زيادة فضيلة الإنسانية إذا وجد فائزا بفضيلة اعتدال الصورة التي هي مستفادة من تقويم الطبيعة واعتدالها وظهور أثر إلهي فيها جدا استحق لأن ينتحل من ثمرة الفؤاد مخزونها) ومن والغريب هو يقر أن عشق الصور قد تتبعه مساوئ : (وعشق الصورة الحسنة قد تتبعه أمور ثلاثة ( أحدها ) حب معانقتها ( والثاني ) حب تقبيلها ( والثالث ) حب مباضعتها).ويكمل كلامه قائلاً : (وأما المعانقة والتقبيل فإذا كان الغرض فيهما هو التقارب والاتحاد وذلك لأن النفس تود أن تنال معشوقها بحسها اللمسي ونيلها له بحسها البصري فتشتاق إلى معانقته وتنزع إلى أن يختلط نسيم مبدأ فاعلية نفسانية وهو القلب بنسيم مثلها في المعشوق فتشتاق إلى تقبيله فليسا بمنكرين في ذاتهما لكن استتباعهما بالعرض أمورا شهوانية فاحشة توجب التوقي عنهما إلا إذا تيقن من متوليهما خمود الشهوة والبراءة عن التهمة ولذلك لم يستنكر تقبيل الأولاد وإن كان مبدأه مزعجا لتلك إذ كان الغرض فيه التداني والاتحاد لا الهم بالفحش والفساد فمن عشق هذا الضرب من العشق فهو فتى ظريف وهذا العشق * تظرف ومروة *)
وتبعه على ذلك ملا صدرا في حكمته المتعالية إذ عقد فصلا بعنوان:(التنبيه على إثبات الصور المفارقة) بعد هذا الفصل ذكر فصلا مطولا بهذا الخصوص وانتقده عليه الشيخ المظفر في كتابه (أحلام اليقظة) الذي هو عبارة عن انتقاد لأفكار ملا صدرا.
8 ـ كان يشرب الخمر كما نقل عنه ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء والذهبي في تاريخه.وقال في وصيته لأبي سعيد بن أبي الخير : (وأما المشروب فيهجر شربه تلهيا لا تشفيا وتداويا)تاريخ الإسلام،ج29،ص229