س : هل أُعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزوجة زيد؟

 

س : هل أُعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزوجة زيد؟

ج : إن فهم الصحابي والراوي لقول المعصوم وفعله لم يكن حجةً ـــ وهذا من الأصول التي لا بد أن تكون حاضرةً عند فهم الأخبار وتفسيرها ـــ مثل فهم زيد بن حارثة لقول رسول الله صلى الله عليه وآله عندما رأى زينب زوجته في القصة المعروفة ؛ فقد توهم زيد وحمل قول رسول الله صلى الله عليه وآله على خلاف واقعه ، روى الشيخ الصدوق في عيون الأخبار  : سأل المأمون الإمام الرضا عليه السلام:أخبرني عن قول الله عز وجل: [وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ]  قال عليه السلام: إن رسول الله قصد دار زيد بن حارثه بن شراحيل الكلبي في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها : سبحان الذي خلقك ! وإنما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله فقال الله عز وجل: [أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا] فقال النبي: لما رآها تغتسل : سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولداً يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله  وقوله لها : سبحان الذي خلقك ! فلم يعلم زيد ما أراد بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها فجاء إلى النبي وقال له : يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء وإني أريد طلاقها فقال النبي : أمسك عليك زوجك واتق الله وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه وان تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد وخشي الناس أن يقولوا : إن محمداً يقول لمولاه: إن امرأتك ستكون لي زوجة يعيبونه بذلك فأنزل الله عز وجل: [[وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ] يعنى بالإسلام [وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ] يعنى بالعتق [أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ]] ثم إن زيد بن حارثه طلقها واعتدت منه فزوجها الله عز وجل من نبيه محمد  وأنزل بذلك قرآناً فقال عز وجل: [فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا] ثم علم الله عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها فأنزل الله تعالى : [مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ]  فقال المأمون : لقد شفيت صدري يا ابن رسول الله وأوضحت لي ما كان ملتبساً عليَّ فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيراً.

عيون أخبار الرضا،ج1،ص180

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.