إن الطالب في الحوزة بعد أن يطوي مراحل من دراسته يمكنه مطالعة التفاسير وعلوم القرآن واستشراف علوم الحديث وما إلى ذلك مما هو مرتبط بالمعارف الدينية ، وذلك لأن الأدوات العلمية التي تعلمها في تلك السنين تؤهله للوقوف على مراد المصنفين في تلك الأمور فهي بمثابة المفاتيح العلمية لتلقي المعارف وكسبها ، نظير فأس الأنصاري الذي منحه إياه رسول الله صلى الله عليه وآله كما روى ورام بن أبي فراس : أصابت أنصارياً حاجة فأخبر بها رسول الله فقال ائتني بما في منزلك ولا تحقر شيئا فأتاه بحلس وقدح فقال رسول الله صلى الله عليه وآله من يشتريهما فقال رجل هما علي بدرهم فقال من يزيد فقال رجل هما بدرهمين فقال هما لك ابتع بأحدهما طعاما لأهلك وابتع بالآخر فأسا فأتاه بفأس فقال صلى الله عليه وآله من عنده نصاب لهذا الفأس فقال أحدهم عندي فأخذه رسول الله فأثبته بيده فقال أذهب واحتطب ولا تحقرن شوكا ولا رطبا ولا يابسا ففعل ذلك خمس عشرة ليلة فأتاه وقد حسنت حاله فقال صلى الله عليه وآله هذا خير من أن تجيء يوم القيامة وفي وجهك كدوح الصدقة.تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام) ، ص1،ص53.
إن منح الفأس أفضل من بذل المال ، ومعرفة الأدوات العلمية وتأهيل الطالب لمعرفة المطالب العلمية في أصول الدين وفروعه أفضل من الاطلاع من غير دراسة ؛ لأنه قد يطلع ولا يفهم ، أو يفهم خطأ ناهيك عما إذا أعرض غير الدارس عن الكثير من الكتب ومناهل المعرفة لتبصره بقصر نظره عن الخوض فيها ، أما الدارس فيمكنه مطالعة ما شاء من حقول المعرفة من غير عي متى ما شاء.
هشام كاظم
للتواصل من خلال صفحة الفيس بوك
https://www.facebook.com/rqesad/