هل سرق عبد الله بن عباس بيت مال البصرة؟
هل سرق عبد الله بن عباس بيت مال البصرة؟
روي أن عبد الله بن عباس سرق بيت مال البصرة عندما ولاه أمير المؤمنين عليها ، وهرب إلى مكة ، فقد روى الكشي : عن الزهري ، قال : سمعت الحارث يقول : استعمل علي عليه السلام على البصرة عبد الله بن عباس ، فحمل كل مال في بيت المال بالبصرة ولحق بمكة وترك عليا عليه السلام ، وكان مبلغه ألفي ألف درهم . فصعد علي عليه السلام المنبر حين بلغه ذلك فبكي ، فقال : هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله في علمه وقدره يفعل مثل هذا ، فكيف يؤمن من كان دونه ، اللهم إني قد مللتهم فأرحني منهم ، واقبضني إليك غير عاجز ولا ملول([1]).
ثم بعث إليه الإمام عليه السلام كتابا يطالبه بإرجاع المال فأبى فبعث إليه عليه السلام كتابا آخر استنكر عليه فعله وذمه ذما شديدا كما روى الكشي : لما احتمل عبد الله بن عباس بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز . كتب إليه علي بن أبي طالب : من عبد الله علي بن أبي طالب إلى عبد الله بن عباس أما بعد : فإني قد كنت أشركتك في أمانتي ، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب ، والعدو عليه قد حرب ، وأمانة الناس قد خربت ، وهذه الأمور قد قست ، قلبت لابن عمك ظهر المجن ، وفارقته مع المفارقين ، وخذلته أسوء خذلان الخاذلين . فكأنك لم تكن تريد الله بجهادك ، وكأنك لم تكن على بينة من ربك ، وكأنك انما كنت تكيد أمة محمد صلى الله عليه وآله على دنياهم ، وتنوي غرتهم ، فلما أمكنتك الشدة في خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة ، فاختطفت ما قدرت عليه اختطاف الذئب الأزل رمية المعزى الكسير . كأنك لا أبالك ، إنما جررت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك ، سبحان الله ،أما تؤمن بالمعاد ؟ أو ما تخاف من سوء الحساب ؟ أو ما يكبر عليك أن تشترى الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد ؟ أردد إلى القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرن الله فيك ، فوالله لو أن حسنا وحسينا فعلا مثل ما فعلت لما كان لهما عندي في ذلك هوادة ، ولا لواحد منهما عندي فيه رخصة حتى آخذ الحق وأزيح الجور عن مظلومها ، والسلام . قال : فكتب إليه عبد الله بن عباس ، أما بعد – فقد أتاني كتابك ، تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة : ولعمري أن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت ، والسلام . قال : فكتب إليه علي بن أبي طالب عليه السلام اما بعد – فالعجب كل العجب من تزيين نفسك ، أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين : فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل ، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الإثم ، ويحل لك ما حرم الله عليك ، عمرك الله أنك لانت العبد المهتدي إذا . فقد بلغني أنك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري مولدات مكة والطائف ، تختارهن على عينك ، وتعطي فيهن مال غيرك ، وأني لاقسم بالله ربي وربك رب العزة : ما يسرني أن ما أخذت من أموالهم لي حلال أدعه لعقبي ميراثا ، فلا غرو وأشد باغتباطك تأكله رويدا رويدا ، فكأن قد بلغت المدا وعرضت على ربك والمحل الذي يتمنى الرجعة والمضيع للتوبة كذلك وما ذلك ولات حين مناص – والسلام . قال : فكتب إليه عبد الله بن عباس ، اما بعد – فقد أكثرت علي فوالله لان ألقي الله بجميع ما في الأرض من ذهبها وعقيانها أحب إلي أن القي الله بدم رجل مسلم([2]).
إثارات وإشكالات في صدور الكتاب في حق ابن عباس
توجد عدة إثارات وإشكالات تدفع صدور كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبد الله بن عباس في سرقة بيت مال البصرة يمكن جعلها ضمن عدة نقاط :
النقطة الأولى :
قد يقال : إن عبد الله بن عباس جليل القدر عظيم المنزلة فلا يمكن أن يصدر منه سرقة بيت المال؟
والجواب نجده هو في نفس ما جاء في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام حيث إن ما جاء في الكتاب يدل على أن السارق له منزلة عظيمة وشأن كبير ومع ذلك صدرت منه السرقة كما ورد في أول الكتاب : (فإني قد كنت أشركتك في أمانتي ، ولم يكن أحد من أهل بيتي في نفسي أوثق منك لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي..) إلى غير تلك الفقرات التي تدل على قربه ومنزلته.نظير ذلك أخيه عبيد الله كانت له منزلة عند الإمام الحسن حتى جعله قائد جيشه إلا أن ذلك لم يمنعه من الخيانة والالتحاق بمعاوية.
النقطة الثانية :
قد يقال : إن عبد الله بن عباس له مواقف في نصرة أهل البيت والدفاع عنهم فيستبعد سرقته لبيت المال .
والجواب : إن أعداء أهل البيت عليهم السلام من الصحابة والتابعين مما لا يوجد شك في نصبهم وبغضهم صدرت منهم مواقف تُبين أحقية أهل البيت وتصب في نصرتهم وعلى هذا صدور المواقف والنصرة في بعض المواطن لا يعصم ويمنع من صدور على ما هو خلافها.
إن عبد الله بن عباس له مواقف حسنة تجاه أهل البيت عليهم السلام وهو أفضل من أبيه وأخيه عبيد الله إلا أن ذلك لا يمنع أن تكون له مواقف أخرى سيئة وأمثلة ذلك كثيرة فدونك ما آل إليه أمر الزبير بن العوام؛فلم يكن ابن عباس من المعصوم عن الخطأ الذي يمتنع صدور السوء منه ولا الشر المحض الذي يمنع أن تكون له مواقف حسنة تجاه أهل البيت عليهم السلام.
النقطة الثالثة :
مما أشكل على سرقة عبد الله بن عباس بيت مال البصرة هو أن بني أمية وضعوا أخبارا في ذمه واحتملوا من ضمنها ما روي في سرقته لبيت المال؟
الجواب : إن مما يتطلب الالتفات إليه إذا قلنا وضع بنو أمية أخبارا في ذم عبد الله بن عباس فهذا لا يعني أن كل ما روي في ذمه هو من وضع بني أمية.
ثم إنه روي في سرقته هذه أخبار كثيرة ولم تتوقف على خبرين أو ثلاث ناهيك عن شأن كتاب أمير المؤمنين عليه السلام والرد عليه.
وإذا أردنا التشكيك في روايات الذم والقول بأنها من وضع بني أمية يمكن التشكيك في روايات المدح والقول أنها من وضع العباسيين.
النقطة الرابعة :
قد يبرر لعبد الله بن عباس بأنه أنفقها في مواردها الصحيحة ويتمسك بما روي عن ابن عباس أنه قال : (وأما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه فأعطينا كل ذي حق حقه ، وبقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناها بحقنا)([3]).
ويرد ذلك هو أن الواجب عليه الامتثال لأمر أمير المؤمنين عليه السلام ولا يحق له مخالفته بما يراه ، كما أن ما جاء في كتاب أمير المؤمنين يرد على أنه وضع المال في مواضعه الصحيحة مثل قوله عليه السلام : (أو ما يكبر عليك أن تشترى الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين الذين أفاء الله عليهم هذه البلاد ؟ أردد إلى القوم أموالهم فوالله لئن لم تفعل ثم أمكنني الله منك لأعذرن الله فيك)([4]).
النقطة الخامسة :
قد يبرر لعبد بن عباس أخذه بيت المال بأنه اجتهد في ذلك ويستدل عليه بما جاء في جوابه لكتاب أمير المؤمنين عليه السلام الذي جاء فيه : ( تعظم علي إصابة المال الذي أخذته من بيت مال البصرة ولعمري أن لي في بيت مال الله أكثر مما أخذت ، والسلام)
وقد تقدم جواب ذلك في النقطة السابقة هو أن الواجب عليه الامتثال لأمير المؤمنين عليه السلام ولا قيمة لاجتهاده أمام أمره عليه السلام ، كما ان ما جاء في جواب الإمام عليه السلام الرد الوافي على ادعاء الاجتهاد : (فالعجب كل العجب من تزيين نفسك ، أن لك في بيت مال الله أكثر مما أخذت وأكثر مما لرجل من المسلمين : فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل ، وادعاؤك مالا يكون ينجيك من الإثم…)([5]).
خروج عبد الله بن عباس من البصرة إلى مكة
إن بعض الذين حاولوا الدفاع عن عبد الله بن عباس وصرف تهمة سرقة بيت مال عنه قالوا أنه لم يخرج من البصرة في حياة أمير المؤمنين عليه السلام وإنما خرج بعد استشهاده واستدلوا من خلاله على دفع التهمة عنه . ولكن لو ثبت بدليل قطعي أو معتد به عدم خروجه من البصرة إلا بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام لكان مما يجدي الركون إليه في الاستدلال ، أما في حال عدم وجود ما يدلل عليه بشكل معتد به أو ثبت خروجه من البصرة في حياة أمير المؤمنين عليه السلام ينتفي أصل الدليل والاستدلال من أساسه.
ومما جعل عدم وجود دليل أو قرائن معتد بها تدل على خروجه في حياة أمير المؤمنين أو بعد شهادته عليه السلام هو أن عبد الله بن عباس خرج من البصرة إلى مكة في نفس سنة استشهاده عليه السلام فما بين سرقة بيت المال وشهادته عليه السلام مدة قصيرة جعلت تحديد زمان خروجه مشكلاً.
وقد روى الطبري في حوادث سنة أربعين : (خرج عبد الله بن العباس من البصرة ولحق مكة في قول عامة أهل السير وقد أنكر ذلك بعضهم وزعم أنه لم يزل بالبصرة عاملا عليها من قبل أمير المؤمنين علي عليه السلام حتى قتل وبعد مقتل على حتى صالح الحسن معاوية ثم خرج حينئذ إلى مكة)([6]).
وروى الطبري في خبر خروجه إلى مكة وتركه البصرة أن أبا الأسود الدؤلي كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن ابن قد أكل ما تحت يده : (حدثني عمر بن شبة قال حدثني جماعة عن أبي مخنف عن سليمان بن راشد عن عبد الرحمن بن عبيد أبى الكنود قال مر عبد الله بن عباس على أبى الأسود الدؤلي فقال لو كنت من البهائم كنت جملا ولو كنت راعيا ما بلغت من المرعى ولا أحسنت مهنته في المشي قال فكتب أبو الأسود إلى علي أما بعد فإن الله جل وعلا جعلك واليا مؤتمنا وراعيا مستوليا وقد بلوناك فوجدناك عظيم الأمانة ناصحا للرعية توفر لهم فيأهم وتظلف نفسك عن دنياهم فلا تأكل أموالهم ولا ترتشي في أحكامهم وأن ابن عمك قد أكل ما تحت يديه بغير علمك فلم يسعني كتمانك وذلك فانظر رحمك الله فيما هناك واكتب إلى برأيك فيما أحببت أنته إليك والسلام)([7]).
وروى ابن الأثير أن عبد الله بن عباس فارق البصرة وعاد إلى الحجاز في زمن أمير المؤمنين عليه السلام : (واستعمله علي بن أبي طالب على البصرة فبقى عليها أميرا ثم فارقها قبل أن يقتل علي بن طالب وعاد إلى الحجاز)([8]).
وابن الجوزي ذهب إلى أن خروج عبد الله بن عباس من البصرة إلى مكة قبل استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام فهو بعد ما روى الكتب ما بين أمير المؤمنين عليه السلام وعبد الله بن عباس في شأن سرقة بيت المال نقل قول أبي أراكة إن ابن عباس ندم واعتذر وعاد إلى الكوفة ، إلا أن ابن القيم يقول لم يزل مقيما في مكة حتى استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول : (قال أبو أراكة ثم ندم ابن عباس واعتذر إلى علي عليه السلام وقبل أمير المؤمنين عذره.وقيل إنه عاد إلى الكوفة. والصحيح أنه لم يزل مقيما بمكة حتى استشهد علي عليه السلام في هذه السنة)([9]).
وابن الجوزي في موضع آخر رجح خروج عبد الله بن عباس من البصرة إلى مكة في زمن أمير المؤمنين لا بعد شهادته عليه السلام إذ يقول : (ودخلت سنة أربعين ، وفيها خرج عبد اللّه بن عباس من البصرة بمال كثير إلى مكة وقيل إنه ما زال مقيما بالبصرة إلى أن قتل علي عليه السلام وبعد مقتله حتى صالح الحسن عليه السلام معاوية فحينئذ خرج إلى مكة والأول أشهر)([10]).
هل الكتاب كان إلى عبد الله بن عباس أم إلى غيره
إن ممن رام الانتصار إلى عبد الله بن عباس ودف تهمة سرقة بيت المال احتمل أن يكون الكتاب إلى أحد عمال أمير المؤمنين عليه السلام غير عبد الله بن عباس ولكن هذا مما يدفعه نفس ما جاء في الكتاب ، يقول ابن ميثم البحراني : (المشهور أن هذا الكتاب إلى عبد اللَّه بن عباس حين كان واليا له على البصرة ، وألفاظ الكتاب تنبه على ذلك كقوله : قلبت لابن عمك ظهر المجن وقوله : فلا ابن عمك آسيت ، وكذلك ما روى أن ابن عباس كتب إليه جوابا عن هذا الكتاب : أما بعد فقد أتاني كتابك تعظم فيه ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري إن حقي في بيت المال لأكثر مما أخذت والسلام)([11]).
وأيضا ابن أبي الحديد بعد ما روى كتاب أمير المؤمنين عليه السلام ذكر أن الذين قالوا الكتاب إلى عبد الله بن عباس استدلوا عليه بألفاظ الكتاب حيث يقول : (وقد اختلف الناس في المكتوب إليه هذا الكتاب ، فقال الأكثرون : إنه عبد الله بن العباس رحمه الله ،ورووا في ذلك روايات ، واستدلوا عليه بألفاظ من ألفاظ الكتاب كقوله : (أشركتك في أمانتي ، وجعلتك بطانتي وشعاري ، وأنه لم يكن في أهلي رجل أوثق منك ) ، وقوله : (على ابن عمك قد كلب) ، ثم قال ثانيا : (قلبت لابن عمك ظهر المجن) ثم قال ثالثا : (ولابن عمك آسيت) ، وقوله : ( لا أبا لغيرك ) ، وهذه كلمة لا تقال إلا لمثله ، فأما غيره من أفناء الناس ، فإن عليا عليه السلام كان يقول : لا أبا لك . وقوله : ( أيها المعدود كان عندنا من أولى الألباب ) . وقوله : ( لو أن الحسن والحسين ع ) ، وهذا يدل على أن المكتوب إليه هذا الكتاب قريب من أن يجرى مجراهما عنده . وقد روى أرباب هذا القول أن عبد الله بن عباس كتب إلى علي عليه السلام جوابا من هذا الكتاب ، قالوا : وكان جوابه : أما بعد ، فقد أتاني كتابك تعظم على ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري إن حقي في بيت المال أكثر مما أخذت ، والسلام : قالوا : فكتب إليه علي عليه السلام : أما بعد ، فإن من العجب أن تزين لك نفسك أن لك في بيت مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل واحد من المسلمين ، فقد أفلحت إن كان تمنيك الباطل ، وادعاؤك ما لا يكون ينجيك من المأثم ، ويحل لك المحرم ، إنك لأنت المهتدي السعيد إذا ! وقد بلغني أنك أتخذت مكة وطنا ، وضربت بها عطنا . تشترى بها مولدات مكة والمدينة والطائف ، تختارهن على عينك ، وتعطى فيهن مال غيرك ، فارجع هداك الله إلى رشدك وتب إلى الله ، ربك واخرج إلى المسلمين من أموالهم ، فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت ، وتغيب في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد ، قد فارقت الأحباب ، وسكنت التراب ، وواجهت الحساب ، غنيا عما خلفت ، فقيرا إلى ما قدمت ، والسلام).
قالوا : فكتب إليه أبن عباس : أما بعد ، فإنك قد أكثرت على ، ووالله لأن ألقى الله قد احتويت على كنوز الأرض كلها ، وذهبها وعقيانها ولجينها ، أحب إلى من أن ألقاه بدم امرئ مسلم والسلام([12]).
ومما يدل على أن الكتاب في عبد الله بن عباس ما رواه الشيخ الكليني في الكافي : توفي مولى لرسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف وارثا فخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام وكان هشام بن عبد الملك قد حج في تلك السنة فجلس لهم([13]) فقال داود بن علي : الولاء لنا وقال أبو عبد الله عليه السلام : بل الولاء لي فقال داود بن علي : إن أباك قاتل معاوية فقال : إن كان أبي قاتل معاوية فقد كان حظ أبيك فيه الأوفر ، ثم فر بخيانته([14]).
فقوله عليه السلام : (ثم فر بخيانته) إشارة إلى خيانة عبد الله في بيت مال البصرة.
ومما يدل أيضا ما رواه ابن أبي الحديد : خطب ابن الزبير بمكة على المنبر ، وابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر ، فقال : إن هاهنا رجلا قد أعمى الله قلبه كما أعمى بصره ، يزعم أن متعة النساء حلال من الله ورسوله ، ويفتى في القملة والنملة ، وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس ، وترك المسلمين بها يرتضخون النوى ، وكيف ألومه في ذلك ، وقد قاتل أم المؤمنين
وحواري رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن وقاه بيده ! فقال ابن عباس لقائده سعد بن جبير بن هشام مولى بنى أسد بن خزيمة ، استقبل بي وجه ابن الزبير ، وأرفع من صدري ، وكان ابن عباس قد كف بصره فاستقبل به
قائده وجه ابن الزبير ، وأقام قامته فحسر عن ذراعيه ، ثم قال : يا بن الزبير
قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة نلقاها
نرد أولاها على أخراها * حتى تصير حرضا دعواها
يا بن الزبير ، أما العمى فإن الله تعالى يقول : ( فإنها لا تعمى الابصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور ) ، وأما فتياي في القملة والنملة ، فإن فيها حكمين لا تعلمها أنت ولا أصحابك ، وأما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه فأعطينا كل ذي حق حقه ، وبقيت بقية هي دون حقنا في كتاب الله فأخذناها بحقنا ، وأما المتعة فسل أمك أسماء إذا نزلت عن بردى عوسجة . وأما قتالنا أم المؤمنين فبنا سميت أم المؤمنين لا بك ولا بأبيك ، فانطلق أبوك خالك إلى حجاب مده الله عليها ، فهتكاه عنها ، ثم اتخذاها فتنة يقاتلان دونها ، وصانا حلائلهما في بيوتهما ، فما أنصفا الله ولا محمدا من أنفسهما إن أبرزا زوجة نبيه وصانا حلائلهما . وأما قتالنا إياكم فإنا لقينا زحفا ، فإن
كنا كفارا فقد كفرتم بفراركم منا ، وإن كنا مؤمنين فقد كفرتم بقتالكم إيانا ، وأيم الله لولا مكان صفية فيكم ، ومكان خديجة فينا ، لما تركت لبني أسد بن عبد العزى عظما إلا كسرته . فلما عاد ابن الزبير إلى أمه سألها عن بردي عوسجة ، فقالت ألم أنهك عن ابن عباس وعن بني هاشم([15]).
وروى اليعقوبي في تاريخه : كتب أبو الأسود الدئلي ، وكان خليفة عبد الله بن عباس بالبصرة ، إلى علي يعلمه أن عبد الله أخذ من بيت المال عشرة آلاف درهم ، فكتب إليه يأمره بردها ، فامتنع ، فكتب يقسم له بالله لتردنها ، فلما ردها عبد الله بن عباس ، أو رد أكثرها ، كتب إليه علي : أما بعد ، فإن المرء يسره درك ما لم يكن ليفوته ، ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه ، فما أتاك من الدنيا فلا تكثر به فرحا ، وما فاتك منها فلا تكثر عليه جزعا ، واجعل همك لما بعد الموت ، والسلام . فكان ابن عباس يقول : ما اتعظت بكلام قط اتعاظي بكلام أمير المؤمنين([16]).
والبلاذري (ت:279هـ) في أنساب الأشراف([17]) روى أن هذا الكتاب من أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبد الله بن عباس فلم يكن من الصحيح محاولة الدفاع عن عبد الله بن عباس باحتمال أن الكتاب صدر إلى غير عبد الله بن عباس.
والشريف الرضي (ت:406هـ) في خصائص الأئمة([18]) روى أيضا أنه في عبد الله بن عباس.
والشجيري (ت:449هـ) في الأمالي([19]) كذلك روى أنه من أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبد الله بن عباس.
كما أن ابن عساكر (ت:572هـ) في تاريخ دمشق([20]) روى أنه إلى ابن عباس.
أقوال العلماء في سرقة بيت المال
ابن ميثم البحراني بعد ما روى ما جرى بين أمير المؤمنين وعبد الله بن عباس من كتاب قال : (أنكر قوم ذلك وقالوا : إن عبد اللَّه بن عباس لم يفارق عليا عليه السلام ولا يجوز أن يقول في حقه ما قال القطب الراوندي – رحمه اللَّه – يكون المكتوب إليه هو عبيد اللَّه . وحمله على ذلك أشبه وهو به أليق . واعلم أن هذين القولين لا مستند لهما : أما : الأول : فهو مجرد استبعاد أن يفعل ابن عباس ما نسب إليه ، ومعلوم أن ابن عباس لم يكن معصوما وعلي عليه السلام لم يكن ليراقب في الحق أحدا ولو كان أعز أولاده كما تمثل بالحسن والحسين عليهما السلام في ذلك فكيف بابن عمه بل يجب أن يكون الغلظة على الأقرباء في هذا الأمر أشد ثم إن غلظته عليه وعتابه له لا يوجب مفارقته إياه لأنه عليه السلام كان إذا فعل أحد من أصحابه ما يستحق به المؤاخذة أخذه به سواء كان عزيزا أو ذليلا قريبا منه أو بعيدا فإذا استوفى حق اللَّه منه أو تاب إليه مما فعل عاد في حقه إلى ما كان عليه كما قال : العزيز عندي ذليل حتى آخذ الحق منه ، والذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له . فلا يلزم إذن من غلظته على ابن عباس ومقابلته إياه بما يكره مفارقته له وشقاقه على ما بينهما من المحبة الوكيدة والقرابة ، وأما القول الثاني : فإن عبد اللَّه كان عاملا له عليه السلام باليمن ولم ينقل عنه مثل ذلك)([21]).
وقد أشكل أمر هذا الكتاب على ابن أبي الحديد وتوقف فيه حيث يقول : (وقد أشكل على أمر هذا الكتاب ، فإن أنا كذبت النقل وقلت : هذا كلام موضوع على أمير المؤمنين عليه السلام ، خالفت الرواة ، فأنهم قد أطبقوا على رواية هذا الكلام عنه ، وقد ذكر في أكثر كتب السير . وإن صرفته إلى عبد الله بن عباس صدني عنه ما أعلمه من ملازمته لطاعة أمير المؤمنين عليه السلام في حياته وبعد وفاته . وإن صرفته إلى غيره لم أعلم إلى من أصرفه من أهل أمير المؤمنين عليه السلام ، والكلام يشعر بأن الرجل المخاطب من أهله وبني عمه ، فأنا في هذا الموضع من المتوقفين)([22]).
يقول العلامة المجلسي فيه : (ابن عباس فإنه قد انحرف عن أمير المؤمنين عليه السلام وذهب بأموال البصرة إلى الحجاز ، ووقع بينه عليه السلام وبينه مكاتبات تدل على شقاوته وارتداده)([23]).
وروى ابن الجوزي عن السدي أن عبد الله بن عباس بعد سرقة بيت المال رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام : (روى السدي هذا عن أشياخه([24]) وقال : عقيبه كان الشيطان قد نزغ بين ابن عباس وبين علي عليه السلام مدة ثم عاد إلى موالاته)([25]).
يقول الشيخ عباس القمي رحمه الله : (قد حيّرت المحققين حكاية أخذه أموال بيت المال في البصرة ، وذهابه إلى مكة وجوابه عن رسائل أمير المؤمنين عليه السلام بعبارات موهنة وغير لائقة ، قال القطب الراوندي :المكتوب إليه هذا الكتاب ـــ أي كتاب رقم 41 الذي كتبه عليه السلام توبيخا للذي أخذ أموال البصرة ـــ هو عبيد اللّه بن العباس لا عبد اللّه . وليس ذلك بصحيح فإن عبيد اللّه كان عامل علي عليه السلام على اليمن وقد ذكرت قصته مع بسر بن أرطاة فيما تقدم ، ولم ينقل عنه أنه أخذ مالا ولا فارق طاعة)([26]).
يقول الشيخ عبد الله المامقاني (ت:1351هـ) : (الذي يخالجني في الرجل أمران أحدهما أخذه لبيت مال البصرة والمضي إلى مكة فإنه لشيوع نقله وتواتر خبره غير قابل للإنكار وبعض الروايات وإن لم يسم هو فيها إلا أنه من باب الكلى المنحصر في الفرد وكيف يمكن إنكار فعله هذا وقد آل الأمر إلى تحدّث المخدرات به ووبخه به ابن الزبير في خطبته بمكة وابن عباس جالس مع الناس تحت المنبر وهو أيضا لم يمكنه إنكار ذلك بل اعتذر بما كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام إن صح قال ابن الزبير في خطبته على المنبر وإن هيهنا رجلا قد أعمى اللّه قلبه كما أعمى بصره يزعم أن متعة النساء حلال من اللّه ورسوله يفتى في القملة والنملة وقد احتمل بيت مال البصرة بالأمس وترك المسلمين بها يرتضخون النوى وكيف ألومه في ذلك وقد قاتل أم المؤمنين وحواري رسول اللّه صلى الله عليه وآله فقال ابن عباس إلى أن قال يا بن الزبير أما العمى فإن اللّه تعالى يقول : فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ التي في الصّدور وأما فتياي في القملة والنملة فإن فيهما حكمين لا تعلمهما أنت ولا أصحابك وأما حملي المال فإنه كان مالا جبيناه وأعطينا كل ذي حق حقه وبقيت بقيته هي دون حقنا في كتاب اللّه فأخذنا بحقنا وأما المتعة فاسأل أمك أسماء عن بردى عوسجة إلى آخر كلامه وبالجملة فإنكار أخذه للمال يشبه المكابرة وغاية ما يمكن أن يوجه به أنه كان مغرورا بعلمه فاجتهد باستحقاقه له وكونه دون حقه وإن أخطأ في اجتهاده لكونه في قبال النص وقد كان عليه إن أخطأ أولا أن يتوب ويرجع المال ولم يتحقق منه ذلك وبالجملة فتأمير أمير المؤمنين عليه السلام إياه على البصرة يثبت عدالته وخيانته لبيت المال يزيلها وأما ما سمعته من ابن طاوس من المبالغة في تنزيهه وأن ما ورد فيه قد صدر من الحاسدين وأنه لا خلاص لجليل من حسد الحاسدين فصحيح لكن ما نصنع بما ورد فيه بسند معتبر كالخبر الأول([27]) من أخبار الذم الذي يقصم الظهر. الثاني أنه عاش إلى زمان السجاد عليه السلم ولم يظهر منه قول بإمامته بل لم يتبيّن منه إلا القول بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام جزما وإمامة الحسن عليه السلام على رواية كشف الغمة المتقدمة ومن الضروري أن من قال بإمامة أحد عشر من الأئمة عليهم السلام وسكت عن الثاني عشر لا نعده شيعيا ولا نرتب على أخباره حكم خبر الإمامي ومجرد عدم ظهور الإنكار منه لا يجدي إلا أن يقال أنه مع وفور علمه وصحبته للنبي صلى الله عليه وآله وتمام انقياده لأمير المؤمنين عليه السلام وسماعه منهما التنصيص على أحد عشر من ولد علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام لا يعقل عدم اعتقاده بإمامة من أدركه منهم بل ومن لم يدركهم إلى الثاني عشر فالتأمل في كونه إماميا خاصيا بالمعنى الأخص يشبه الوسواس فالحق أن الرجل شيعي ممدوح غاية المدح معلوم العدالة سابقا ومعلوم الزوال بأخذ بيت المال ومشكوك حصول عدالته بعد ذلك فيجرى على حديثه حكم الحديث الحسن ومن غريب ما عثرت عليه في المقام ما صدر من الفاضل الجزائري في الحاوي فإنه مع تسرعه في جرح الرجال واكتفائه في الجرح بأدنى قيل وقال عدّ عبد اللّه بن عباس من الثقات معتمدا على ما سمعته من السيد بن طاووس قدّه والأنصاف أن عد الرجل من الثقات إفراط وعدّه من الضعفاء تفريط وخير الأمور أوسطها واللّه العالم بالحقايق)([28]).
السيد الخوئي ضعف جميع الروايات القادحة في ابن عباس بما في ذلك سرقة أموال البصرة حيث يقول : (ونحن وإن لم نظفر برواية صحيحة مادحة ، وجميع ما رأيناه من الروايات في إسنادها ضعف ، إلا أن استفاضتها أغنتنا عن النظر في إسنادها ، فمن المطمأن به صدور بعض هذه الروايات عن المعصومين إجمالا)([29]).
إن السيد الخوئي رحمه الله ضعف الروايات المادحة والقادحة معا ولكنه أطمئن بصدور بعض المدح.وهذا لا ينفي صدور بعض الذم.
الخلاصة في سرقة بيت المال
إن الأخبار الكثيرة في سرقة عبد الله بن عباس لبيت مال البصرة لا سيما ما روي في كتاب أمير المؤمنين عليه السلام لا يمكن تجاهلها والجزم بوضعها وبطلانها أجمع خصوصا فيما إذا كانت توجد لدينا أخبار أخرى تذمه وتدل على مثالبه.
ومن جهة أخرى لا يمكن نفي السرقة عنه بقرائن واحتمالات ـــ تمت الإشارة إليها في نقاط ـــ لا تصمد أمام الإشكال والمؤاخذات ، ومنه يتضح أن الجزم بنفي السرقة عنه مجازفة علمية لا داعي لها، وذره في عالم الإمكان والوقوع أقرب لخطى التحقيق من مخاطرة التبرير.
لقب حبر الأمة وترجمان القرآن
عبد الله بن مسعود لقب عبد الله بن عباس بـ:(ترجمان القرآن) كما روى البيهقي قول ابن مسعود في عبد الله بن عباس : (كان يقول نعم ترجمان القرآن ابن عباس)([30]).فهو من الألقاب العامية لابن عباس وليس من الصحيح الانجرار خلف ألقاب العامة لأن لقب ترجمان القرآن لا يليق إلا بأهل البيت عليهم السلام.
وأما لقب (حبر الأمة) فإن عبد الله بن عباس كان يأخذ من علماء اليهود لا سيما كعب الأحبار([31]) فقد يكون لقبه به أحد علماء اليهود مثل ما اشتهر تسمية العالم عند اليهود بالحبر.
وقد روت بعض المصادر العامية أن محمد بن الحنفية كان يقول عن عبد الله بن عباس : (حبر الأمة) ولا يمكن الركون لمثل هذا الخبر ، وقد يكون قول محمد بن الحنفية حكاية لما لُقب به لا أنه لقبه بذلك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) اختيار معرفة الرجال،ج1،ص279.
[2] ) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)،ج1،ص291.
[3] ) شرح نهج البلاغة،ج20،ص129.
[4] ) تقدم تمام الكتاب.
[5] ) تقدم تمام الكتاب .
[6] ) تاريخ الطبري،ج4،ص108.
[7] ) تاريخ الطبري،ج4،ص108.
[8] ) أسد الغابة،ج3،ص195.
[9] ) تذكرة الخواص،ص141.
[10] ) تذكرة الخواص،ص102.
[11] ) شرح نهج البلاغة،ج5،ص89.
[12] ) شرح نهج البلاغة،ج16،ص169.
[13] ) أي جلس لحل النزاع بينهما.
[14] ) الكافي،ج8،ص259.
[15] ) شرح نهج البلاغة،ج20،ص129.
[16] ) تاريخ اليعقوبي،ج2،ص205.
[17] ) أنساب الأشراف،ج2،ص116.
[18] ) خصائص الأئمة،ص95.
[19] ) الأمالي،ج2،ص230.
[20] ) تاريخ مدينة دمشق،ج42،ص503.
[21] ) شرح نهج البلاغة،ج5،ص90.
[22] ) شرح نهج البلاغة،ج16،ص172.
[23] ) بحار الأنوار،ج66،ص225.
[24] ) أي روى كتاب أمير المؤمنين عليه السلام إلى عبد الله بن عباس.
[25] ) تذكرة الخواص،ص139.
[26] ) منتهى الآمال،ج1،ص395.
[27] ) يقصد خبر الفضيل بن يسار : عن الإمام الباقر عليه السلام : (جاء رجل إلى أبى فقال : ابن عباس يزعم أنه يعلم كل آية نزلت في القرآن في أي يوم نزلت وفيمن نزلت ، قال أبى : فسله فيمن نزلت ؟ [وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا]. وفيمن نزلت : [وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ] وفيمن نزلت : [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا] فأتاه الرجل فغضب فقال : وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به فأسأله ، ولكن سله مم العرش وفيم خلق وكيف هو ؟ فانصرف الرجل إلى أبى ، فقال : ما قيل له ، فقال أبى : وهل أجابك في الآيات ؟ قال : لا ، قال : لكني أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل ، أما الأوليان فنزلتا في أبيه ، وأما الأخرى فنزلت في أبيه وفينا ، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به فعل وسيكون من نسلنا المرابط ، ومن نسله المرابط) تفسير العياشي،ج2،ص305.تفسير القمي،ج2،ص23.الاختصاص،ص71.
حيث قال فيه : (إنا قد نقحنا في محله وثاقة إبراهيم بن عمر الصنعاني اليماني وسقوط قول ابن الغضائري في قبال توثيق النجاشي إياه مضافا إلى أن في الطريق حماد الذي هو من أصحاب الإجماع فلا يضر ضعف من بعده).تنقيح المقال،ج2،ص193.
[28] ) تنقيح المقال،ج2،ص195.
[29] ) معجم رجال الحديث،ج11،ص250.
[30] ) دلائل النبوة،ج6،ص193.
[31] ) هذا ما روته مصادر التاريخ والسير ، وقد نقلت التفاسير الآيات التي سأل ابن عباس كعب الأحبار عن تفسيرها.والمفسرون سواء من الخاصة أم العامة يعلمون ذلك جيدا فعلى سبيل يقول السيد الطباطبائي : (قد روى في الدر المنثور وغيره عن ابن عباس وكعب الأحبار والسدي وغيرهم روايات في قصة عزير هي أشبه بالإسرائيليات ، والظاهر أن الجميع تنتهي إلى كعب).الميزان،ج9،ص254.
السلام عليكم ورحمة الله
أحسنتم
هل ناقشتم أدلة السيد محمد مهدي الخرسان (قدس سره) في نفيه لسرقة ابن عباس لبيت المال في موسوعته (عبد الله بن عباس)؟