كيف يمكن لنا التمييز بين عرفاء الثقلين وعرفاء الصوفية؟
(5) س : إذا كان يمكن تقسيم العرفان إلى قسمين : عرفان الثقلين ــ الذي يتضمن معارف الثقلين ــ وعرفان الصوفية ، مع عدم إغفال أن المنتشر باسم العرفان قديما وحديثا هو التصوف والذين يسمون بالعرفاء هم الصوفية كيف يمكن لنا التمييز بين عرفاء الثقلين وعرفاء الصوفية من الشيعة؟
ج : إن علماء الشيعة أو عرفاءها ينقسمون على قسمين : قسم منهم ينهل معارفه وفكره من أهل البيت عليهم السلام على مستوى الفكر والعمل.
والقسم الآخر منهم وإن كان أيضا ينهل من فكر أهل البيت عليهم السلام إلا أنه يتبنى معتقدات التصوف ومتبنياته ، ولا يخفى أن هذا القسم يمثل النزر اليسير جدا من ذوي التوجه نحو التصوف وما يحمل من نزعات ، كما يوجد في علماء العامة فئة تميل للتصوف وتدافع عن مضامينه ومعتقداته وتراه يمثل روح الإسلام الأصيل!
ويمكن معرفة العلماء الذي هم من ذوي التصوف والعرفان ــ سواء كانوا من الخاصة أو العامة ــ من خلال عدة أمور أهمها هو كتبهم التي تسفر عن مضامين الصوفية وتشيد بها ، ونحو ذلك من قبيل استعمال مصطلحاتهم ومفرداتهم ، مثل مصطلح : الطريقة ، والحقيقة ، أو مثل مصطلح الفيض ، والأسفار الأربعة ، والإنسان الكامل ، وغير ذلك ، حتى إن بعض المتأخرين منهم لشدة تأثرهم بالتصوف لديهم كتب باسم الإنسان الكامل !
أو من خلال تعليقاتهم وشروحاتهم على مؤلفات ابن عربي ، سواء كانت تلك الشروح مطبوعة في كتب وبحوث أو مسموعة في دروسهم ومحاضراتهم.
ومما سبق يتضح أن الحوزات الشيعية وعلماءها على وجه الخصوص عندما يقفون على الضد من العرفان فالمراد منه هو العرفان الصوفي ، وليس عرفان الثقلين ، الذي تلخص لبه في القرون الأخيرة في مصنفات ابن عربي لا سيما (الفتوحات المكية) و (فصوص الحكم).