تجسم الأعمال ما بين الحقيقة والخيال(10)
تجسم الأعمال ما بين الحقيقة والخيال(10)
تجسم الأعمال وادعاء الإجماع
إن المفسرين من كافة المذاهب والمسلمين بصورة عامة على مر القرون لم يقولوا بالمعنى الذي جاء به بعض الفلاسفة والعرفاء من أن الجزاء يتجسم في ذات العمل . ولكن الغريب أن بعض المؤيدين لهذا المعنى ادعوا الإجماع عليه مع أن الإجماع على خلافه ولم يكن مجمعا عليه وشائعا حتى عند ذوي الاتجاه الفلسفي والعرفاني وإنما أخذ هذا المعنى يشتهر لديهم شيئا فشيئا حتى حسبه من لا تتبع ولا دراية لديه أنه من المعاني المجمع عليها لا في هذه الأوساط فحسب ، وإنما ادعى الإجماع عند كافة المسلمين ! وما عشت أراك الدهر عجبا ورأيت المعاني الدخيلة على الإسلام تظهر فيه ثم تشتهر فيظنها ممن لا خبرة لديه بأنها من المجمع عليها ، نظير قاعدة : (الواحد لا يصدر عنه إلا الواحد) و (الشيء ما لم يجب لم يوجد) و (علم الله حضوري) حيث هذه الأفكار ظهرت في بعض الاتجاهات ثم أخذت تشتهر شيئا فشيئا حتى توهم بعضهم أنها من مسلمات الدين والعقل مع أن الأدلة الشرعية والعقلية لا تعضدها بل قائمة على خلافها.