تجسم الأعمال ما بين الحقيقة والخيال (16) نهاية البحث
تجسم الأعمال ما بين الحقيقة والخيال (16) نهاية البحث
أهم المؤاخذات على تجسم الأعمال
توجد عدة ملاحظات ومؤاخذات على تجسم الأعمال تم بيانها في مواضع متفرقة فيتطلب إجمالها على نحو الاختصار:
1 ـ عدم الدليل عليها والأدلة المساقة لا تثبت المدعى .
2 ـ تتعارض مع الكثير من النصوص الدينية التي تدل على أن الجزاء لم يتجسد في ذات العمل.
3 ـ التعارض مع الفهم العرفي لأنه لم يفهم المسلمون المعنى الذي جاء به الفلاسفة والعرفاء.
4 ـ انقلاب العرض إلى جوهر
5 ـ يلزم من تجسم الأعمال أن يكون النعيم والعذاب (الجزاء) خارج عن إرادة الله عز وجل إذ يكون العمل علة تامة في تجسمه (العمل) والذي هو حقيقة في النعيم والعذاب وهذا باطل قطعا لأنه يلزم منه سلب القدرة عن الله عز وجل والآيات والروايات تثبت العفو لله تعالى الذي بموجبه له أن يسقط العذاب كما يدل على ذلك التوبة وتبدل السيئات إلى حسنات والشفاعة فكل هذه الأمور تتنافى مع تجسم العمل وصيرورته نعيما أو عذابا يتعذب به صاحبه ولا ينفك عنه.
6 ـ كثير من الآيات والروايات تُسند الثواب والعقاب إلى الله تعالى ، وإنه هو المثيب والمعاقب ، وإسنادهما إلى ذات الأعمال خلاف الظاهر.
7 ـ خلق الجنة والنار يتنافى وكون الجزاء في غيرهما ، ومع أن الجزاء هو مجسّم الأعمال الصالحة والطالحة.
8 ـ تنافيه مع المعاد الجسماني على إحدى الكيفيتين التي تقول يكون تجسم وصورة للفعل في النفس لا وجود له في الخارج دون الكيفية الأخرى اللتان تم بيانهما في : (كيفية تجسم الأعمال في الآخرة) .
تتمة مهمة
إن الله عز وجل قد يخلق من ذات بعض الأعمال صوراً وهيئاتٍ تتشكل في البرزخ والآخرة ـــ ولم يكن المخلوق صورة تناسب العمل من غير ذات العمل أي أن الله تعالى جعل للعمل صورة تناسبه لم يخلقها من ذات العمل ـــ ولكن هذا لا يعني أن الجزاء في نفس تلك الهيئات الحاصلة وليس ثمة من جزاء من ورائها ، وإنما لحكمة أو غايات لا نعلمها . وقد يخلق الله عز وجل بعض الهيئات من ذات العمل يتنعم بها الإنسان أو يتعذب في البرزخ والآخرة ولكن هذا مضافاً لعدم وجود النص عليه مما وصلنا من الأخبار لا يعني ذلك على فرض إمكانه وتحققه أن كل الجزاء الأخروي على هذا النحو .