(58) س : هل لعن الإمام المهدي (عليه السلام) الصوفية ؟
(58) س : هل لعن الإمام المهدي (عليه السلام) الصوفية ؟
ج : روي أن الإمام المهدي عليه السلام لعن بعض المشهورين من الصوفية مثل أحمد بن هلال العبرتائي ، ونعته بالصوفي المتصنع كما روى الكشي عن علي بن محمد بن قتيبة ، قال : حدثني أبو حامد أحمد بن إبراهيم المراغي ، قال : ورد على القاسم بن العلاء نسخة ما خرج من لعن ابن هلال وكان ابتداء ذلك ، أن كتب عليه السلام إلى قوامه بالعراق : احذروا الصوفي المتصنع ، قال : وكان من شأن أحمد بن هلال أنه قد كان حج أربعاً وخمسين حجة ، عشرون منها على قدميه . قال : وكان رواة أصحابنا بالعراق لقوه وكتبوا منه ، وأنكروا ما ورد في مذمته ، فحملوا القاسم بن العلاء([1]) على أن يراجع في أمره . فخرج إليه : قد كان أمرنا نفذ إليك في المتصنع ابن هلال لا رحمه الله ، بما قد علمت لم يزل ، لا غفر الله له ذنبه ، ولا أقاله عثرته يداخل في أمرنا بلا إذن منا ولا رضى يستبد برأيه ، فيتحامي من ديوننا ، لا يمضي من أمرنا إلا بما يهواه ويريد ، أراده الله بذلك في نار جهنم ، فصبرنا عليه حتى بتر الله بدعوتنا عمره . وكنا قد عرفنا خبره قوماً من موالينا في أيامه لا رحمه الله ، وأمرناهم بإلقاء ذلك إلى الخاص من موالينا ، ونحن نبرأ إلى الله من ابن هلال لا رحمه الله ، وممن لا يبرأ منه . واعلم الإسحاقي سلمه الله وأهل بيته مما أعلمناك من حال هذا الفاجر ، وجميع من كان سألك ويسألك عنه من أهل بلده والخارجين ، ومن كان يستحق أن يطلع على ذلك ، فإنه لا عذر لأحد من موالينا في التشكيك فيما يؤديه عنا ثقاتنا ، قد عرفوا بأننا نفاوضهم سرنا ، ونحمله إياه إليهم وعرفنا ما يكون من ذلك إن شاء الله تعالى . وقال أبو حامد : فثبت قوم على إنكار ما خرج فيه ، فعاودوه فيه فخرج : لأشكر الله قدره لم يدع المرء ربه بأن لا يزيغ قلبه بعد أن هداه وأن يجعل ما من به عليه مستقراً ولا يجعله مستودعاً . وقد علمتم ما كان من أمر الدهقان([2]) عليه لعنة الله وخدمته وطول صحبته ، فأبدله الله بالإيمان كفراً حين فعل ما فعل ، فعاجله الله بالنقمة ولا يمهله ، والحمد الله لا شريك له ، وصلى الله على محمد وآله وسلم)([3]).
وروى الشيخ الطبرسي لعن الإمام المهدي (عليه السلام) للحلاج : (أبو طاهر محمد بن علي بن بلال والحسين بن منصور الحلاج ومحمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي العزاقري لعنهم الله فخرج التوقيع بلعنهم والبراءة منهم جميعاً على يد الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح)([4]).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ) القاسم بن العلاء ممن لقي الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) وكانت تصله توقيعات الإمام المهدي (عليه السلام) عن طريق السفير الثاني محمد العمري والسفير الثالث الحسين بن روح ؛ فقد روى الشيخ الطوسي في الغيبة : (أخبرني محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله ، عن محمد بن أحمد الصفواني رحمه الله قال : رأيت القاسم بن العلاء وقد عمر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمد العسكريين عليهما السلام . وحجب بعد الثمانين ـــ أي حجب عن الرؤية للعمى ـــ وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام . وذلك أني كنت مقيما عنده بمدينة الران من أرض آذربايجان ، وكان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام على يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وبعده على أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحهما).الغيبة،ص310.
[2] ) الدهقان هو محمد بن صالح بن محمد الهمداني ، كان من أصحاب الإمام العسكري كما ذكر العلامة الحلي في خلاصة الأقوال : (محمد بن صالح بن محمد الهمداني الدهقان ، من أصحاب العسكري عليه السلام).خلاصة الأقوال،ص243.
[3] ) اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)ج2،ص815.
[4] ) الاحتجاج ج2ص290.